حين تخلص الرئيس الفرنسي من الرئيس الموريتاني

6. أغسطس 2018 - 18:31

بعد جولة دامت قرابة أسبوع كامل، وشملت ثلاثا من مستعمرات فرنسا السابقة في غرب إفريقيا؛ هي النيجر، وكوت ديفوار، والسينغال؛ أجرى الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتيران توقفا دام أقل من ثلاث ساعات في مطار نواكشوط الدولي؛ في طريق العودة إلى باريس؛ وذلك مساء يوم الثلاثاء 25 مايو 1982وجد ميتيران في مقدمة مستقبليه رئيس اللجنة العسكرية للخلاص الوطني والدولة المقدم محمد خونا ولد هيدالة، الذي أقام حفل عشاء على عجل احتفاء بالضيف الفرنسي.

ألقى ميتيران خطابا قصيرا بالمناسبة حمل بعض التلميح إلى عدم رضاه عن وجود ولد هيدالة على رأس السلطة في موريتانيا، حين تحدث عن أمله في زيارة نواكشوط "في ظروف مختلفة" ليتباحث؛ ليس مع الرئيس ولد هيدالة، وإنما "مع المسؤولين في موريتانيا والتواصل مع الشعب الموريتاني".

وجاء في خطاب ميتيران :"السيد الرئيس محمد خونا ولد هيدالة،لقد تواعدنا على أن نلتقي على أرض موريتانيا، واليوم تم احترام ذلك الموعد.. هي بالتأكيد ليست الزيارة التي آمل أن أوديها لنواكشوط في ظروف أخرى كي تتيح لي، بشكل أطول، ليس التحدث مع المسؤولين الموريتانيين فحسب بل التواصل أيضا، مع الشعب في بلدكم..

لكن وكما طلبتم خلال وجودكم مرة سابقة في باريس، وكما تفضلتم بالتذكير به الآن؛ فقد حرصت في أعقاب جولة قادتني، على مدى ستة أيام أو سبعة، إلى بلدان إِفريقية مختلفة هي النيجر وكوت ديفوار والسينغال؛ على التوقف هنا في محطة أخيرة سعدت بها وآمل أن تكون مفيدة جدا بالنسبة لنا في المستقبل.

أنا مسرور بلقاء رئيس الدولة الذي تعرفت عليه بمناسبة انعقاد لقاء فرنسي إفريقي في باريس يومي 3 و4 نوفمبر 1981، والتقيته مجددا خلال الأشهر التي أعقبت ذلك.

وهذه اللقاءات مكنتي من ملاحظة أنه كلما تعلق الأمر بمصالحنا المشتركة يتضح أن موريتانيا وفرنسا مرتبطتان بصداقة صلبة.

لا يسعني إلا أن أبعث من خلالكم، السيد الرئيس، رسالة أقول فيها لشعبكم الذي آعرفه قليلا؛ هذا الشعب المعتز بنفسه والصبور، الذي يتحمل عبء الدفاع بنفسه عن استقلاله ووحدته، إن زيارة رئيس الجمهورية الفرنسية لكم هي زيارة صديق وفي سيسعى، خلال قادم الأيام، ليس إلى الحفاظ على الروابط التي تجمعنا فقط، بل من أجل تدعيم تلك الروابط.

عاشت موريتانيا عاشت فرنسا

عاشت الصداقة الموريتاتية الفرنسية

أشكركم".

بقلم السالك ولد عبد الله

تابعونا