تضامن، جاء إلى موريتانيا في شتمبر 1985 بطلب من بعض فقهائها وتجارها ورجال أعمالها. جاء و معه مشروع افتتاح بنك إسلامي يكون فرعا من مجموعة البركة المملوكة له. شارك ب 50% في رأس مال ""باميس" وترك للقطاع الخاص الموريتاني 40% و10% للدولة؛ وربّما يكون هو من دفع و حرّر رأس المال بكامله. وباشر البنك عمله في السوق بعد أقل من شهرين على توقيع اتفاقيّة تأسيسه.
جاء حاملا معه مِحفظة استثماريّة ضخمة وإمكانات ماليّة هائلة واستعداد كبير للمشاركة في النهوض بالاقتصاد الوطني. ضخّ في السّوق على مدى 3 سنوات ملايين الدولارات، وساهم في إنشاء مؤسسات وشركات في عدد من المجالات الحيويّة مثل البنوك، وقطاع الصيّد، والزراعة، والبنى التحتيّة. وأسس معاهد "اقرأ" للتدريس والتكوين المهني؛ مساهما بذلك كله في خلق آلاف فرص العمل. هذا فضلا عن إنفاقه الواسع في أوجه الخير المتنوّعَة كالنفقة على اليتامى والأرامل والفقراء والمساكين.
جاء إلى موريتانيا بهذا كلّه، و جاء بما هو أغلى وأهَم. أجل، جاء إليها بمَحَبّة وتعاطف وتلاطف واحترام وتقدير. كان يتغيّر وجهه استبشارا كلّما ذُكرت شنقيط وعلماء شنقيط وشعراء شنقيط. أقول هذا الكلام لأنّي حظيتُ بمعرفته عن قرب وأنا مُوَظّف بالبنك وبيَدي ملف مجلس الإدارة التابع له مباشَرَة. وأعلم صدقه مع الناس، وأعرفُ أنّ لصداقته مع شعبنا عمقا موغلا في الإنسانيّة والتضامن وحسن الخلق. لن أنسى وجهَه المُشرق والمُضيء، وهدوءَه الباهر، وتواضعَه الجَم.
إنّه الشيخ صالح عبد الله كامل رئيس مجموعة البركة- دلّه، ومؤسس فضائيات إقرأ و أر، ت ،،، الموجود منذ يومين رهنَ الاعتقال والاستِجواب في المملكة السعودية !؟ إنّني كموظف سابق في بنك البركة الوريتاني (باميس) أعلن تضامني التام معه، وأسأل الله العلي العظيم الذي قضى بأنّ مع العسر يُسرا أن يفكّ أسره وأن يفرج همه وأن يعيده إلى أهله وعمله سالما غانما. وأستحضرُ هنا كلمات كان يكرّرها دائما: تمسّكوا بالأمل والرّجاء، واعلموا أنّ الليل يموتُ دائما ويأتي الصّبحُ من جديد!