زملائي، زميلاتي النواب المنتهية مأموريتهم،
لقد تشرفت برئاسة غرفتكم الموقرة خلال المأمورية المنقضية التي عرفت أحداثا جساما ولحظات فارقة في تاريخ البلد، وشهدت منعطفات حاسمة في مساره الديمقراطي، وتمكنّا من اجتيازها بفضل الله أولا، وبما تحليتم به من حكمة وتبصر.

افتتح أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني -صباح اليوم الأحد- مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نموا، والذي يعقد تحت شعار "من الإمكانات إلى الازدهار"، ويستمر حتى التاسع من مارس/آذار الجاري.

أمر عجيب ، لفت انتباهي ، بعد محاولة فهم حالات مفصولة أو كنت أعتقدها مفصولة ، قادتني في النهاية إلى نتيجة مؤكدة ، لا مجال للشك في صحتها : كل من كانوا يحتلون الصف الأمامي لمعاداة عزيز تتم معاملتهم اليوم بنفس الطريقة : احترام مصطنع ممزوج بحذر غير مفهوم في ثوب انتقام دفين يتنكر لأسبابه..

يشارك هذه الايام الفريق المختار بله شعبان قائد الأركان العامة للجيوش، في مؤتمر لقادة أركان الدول الإفريقية والقيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا الآفريكوم، وذلك تلبية لدعوة من الجنرال ميشل لانجلي، قائد الآفريكوم.

تشرئب أعناق ساكنة الحوض الشرقي خلال الأيام القليلة القادمة إلى حدث تاريخي غير مسبوق ، وهو التئام مجلس الوزراء فى قلب عاصمة ولايتهم ؛ مدينة النعمة فى فضاء زماني خاص على أبواب شهر رمضان المبارك ، وعلى أعتاب موسم سياسي ساخن وحافل بالاستحقاقات الانتخابية ؛ البلدية والجهوية والنيابية المتزامنة هذا العام مع فصل الصيف ؛ فصل القحط "وموسم الهجرة إلى الجنوب "

من المؤسف ، المخجل ، المخيف ، في هذا البلد الطيب ، بما عُرف به من خصائص بعيدة من هذا المنزلق الجماعي المهين ، هو هذا الصعود المتنامي (أفقيا و عموديا) للغوغاء على الواجهة الثقافية و السياسية و الاجتماعية للبلد ، المُقابل بحالة انكسار ممنهج للنخب العالمة ، في ما يشبه الهزيمة التاريخية المُذِلة ..

يبدو أن السيدة المحترمة سندريللا مرهج لا تستطيع الخروج من فضاء الشكليات .
و العلاقة بين المرأة و الشكل قديمة قدمَ الألوان : دفوع شكلية ، احتجاجات شكلية ، الاهتمام بتجهيزات شكلية : أضواء القاعة و جوها الرومانسي (سخرية) و صراعها مع القلم و حنينها إلى حميمية الآيباد و مكتبة النصوص القانونية المحمولة (…).

أعي جيدا أن ما سأقوله هنا سيغضب كل من يحاولون افتعال أزمة من قضية الضحية (لأنهم أعداء للبلد).
كما أعي أنه لن يرضي أهله و أقاربه (لأنه قد يضع سقفا لمطالبهم) و لن يرضي طبعا من يصطادون في المياه العكرة لنبش عداوات مع هذا الطرف أو ذاك (لأسباب انتقامية قد ندركها و قد لا ندركها)..

لا أحد يمكن أن يفهم ماذا كان يمكن أن يفعل ولد الشدو اليوم ، لو كان وزير العدل الموريتاني أو رئيس الدولة (لا قدر الله)؟

- هل كان سيسجن المتهمين دون تحقيق و دون محاكمة؟
- هل كان سيريد كُليبا حياً؟
- هل كان سيقول للناس إن دولته العادلة، لا تحتاج دليلا و لا تشريحا لأنها تتمتع بحصانة المادة 93 ؟

يقول المثل الحساني البليغ "البَلْ ماتعظْ ماهُ الگدامي منها "