*نقاط استوقفتني في برنامج الدكتور مولاي *

4. أبريل 2019 - 10:18

يعتبر الدكتور مولاي ولد محمد لقظف احد أهم رموز الدولة الموريتانية في تاريخها الحديث ان لم يكن أبرزهم بلامنازع آخذين في الحسبان إنجازات الرجل وبصمته الجلية والواضحة في شتى المجالات من خلال سنين تواجده القليلة زمنيا والغنية والثرية مضمونا وقيمة ، لقد مثل الرجل ولا يزال نموذجا للإطار الوطني الكفء وأملا للتنمية والبناء ينشده الجميع ،ذاق معه الكثيرون حلاوة الإنجاز وتنفسوا في ظله نسائم الحرية والأمل بتجسيد مشاريع عملاقة رأت النور في عهده كانت وبالأمس القريب مجرد حلم وردي لا يتعدي مخيلة الحالمين ....

تقفّى الرجل آثار المبدعين وسار بخطى الواثقين يشق طريقه في عُباب السياسة والحكم مكتسبا احترام الكل حيثما حل وارتحل وكان بذلك سبَّاقا الي تقدير الإجماع الوطني ( معارضة وموالاة ) ، آمن الكثيرون ينبوغه وحلم الجميع بتحقق مشروعه .... ولسان حالهم يقول :
أتته الخلافة منقادةً ~~~ إليه تجرُّ أذيالها
ولم تكُ تصلح الاّله ~~~ ولم يكُ يصلح إلا لها

حضرت مؤتمر الدكتور ... وقد اسرني كالعادة بمظهره الأنيق وتواضعه اللافت ودماثة أخلاقه وطرحه الهاديء المتزن ...
بدأ الحديث مذكِّرا ومنوها وتوسطه مستعرضا ومبيِّنا وختمه شاكرا وممتنا ، شرح وأجْزل مثّل واستشهد ...
كانت لغة الرجل تشي بعلو كعبه في عوالم الثقافة واللغة والتاريخ والسياسة ..... وتنبؤ عن بصيرته النافذة والمتقدة في إدراك الأمور وتقييمها وكان الوفاء سمة طاغية في حديثه متجليا في أبهى معاني الإيثار ورد الجميل والحرص علي وحدة الصف والمبتغى مبرزة نقاء المعدن وطيب أصله ...

كان حديثا غنيا ثريا زاخرا .......كان حديثا لايُمل !
وقد استوقفتني نقاط عديدة اعتبرها جديرة بالاهتمام والتنويه ارتأيت تقديمها علي شكل حلقات لكي يتسنى للجميع الاضطلاع عليها لعل ان تعيها أذن واعية ، فهاكم أولها

*المتقاعدون*
تعتبر الإحالة الي التقاعد محطة ضرورية وطبيعية في المسار الوظيفي وسنة كونية لضرورة الإحلال والتجديد، ان الموظف الواصل الي تلك المحطة الإجبارية بعد مشوار طويل وشاق من العطاء جدير بالاحترام والتقدير من لدن دولته ، لكن واقع الحال يكفي عن السؤال !
مئات الأسر تنضاف سنويا الي قوائم البؤس وآلاف المتقاعدين يرزؤون تحت وطأة الفاقة والتهميش ... محبطين ويائسين ومتحسرين علي سنين الضياع في خدمة وطن لايقيم لهم وزنا ...أخذهم لحما ورماهم عظما ! مكتفيا بتقديم الفتات الذي لا يسمن ولايغني من جوع
لقد كان برنامج الدكتور يولي هذه النقطة أهمية بالغة مهتما بأدق تفاصيلها معالجا المشكلة من مختلف الأبعاد سعيا الي دفع الضرر النفسي والمادي وتحقيقا للعدالة الاجتماعية لتلك الفئة من المواطنين مقدما حلولا جوهرية تركزت في ثلاثة محاور :
*الجانب المادي*
اعتماد 70%من الراتب السنوي الآخر سنة من الوظيفة كمخصص معاش بالنسبة للمتقاعد
رفع سن التقاعد الي 65 سنة مع المساواة بين الجنسين
دمج جميع الفئات العمالية ( الوظيفة العمومية + العقدويين )
*الجانب النفسي*
ابلاغ قرار التقاعد بطريقة محترمة وانسانية تراعي السنوات الطويلة للمتقاعد في خدمة الوطن كابلاغه من خلال اعلى سلطة في قطاعه الوظيفي وسط عبارات الشكر والثناء ومنح الشهادات التقديرية مقرونة بحفل وداع اعترافا وتثمينا لدوره في خدمة الوطن .
*الجانب الوظيفي *
علي اعتبار ان المتقاعد شخص شكلته التجارب وجعلت منه كنزا من الخبرة والمعرفة فقد عمد البرنامج علي العمل علي تشكيل قاعدة بيانات لرصد جميع الخبرات لتأمين سهولة الوصول اليها من قبل جهات العمل في القطاعين العام والخاص .
تشكيل مجالس استشارية للاستفادة من الخبرات الوطنية المتراكمة في مختلف المجالات الصحية والتعليمية .....الخ

.....يتواصل ......
المختار محمد الحسن حويه

تابعونا