ولد بلالي نهاية الأسطورة أم بدايتها؟ / محمد جبريل

11. نوفمبر 2018 - 23:40

بعد حرمان بل إن شئت قلتَ عقابا دام زهاء ال20 عاما ، تسلم رجل العاصمة الاقتصادية القوي القاسم بلالي مقاليد القصر البلدي في انتخابات تاريخية ليجمع الرجل بذلك بين ثنائية مقعدي النائب الذي كان بمثابة المحسوم تلقائيا له بالإضافة أخيرا لمنصب العمدة .

رغم احتفاء الرجل وأنصاره بالحدث إلا أن الناظر لما بين السطور يتبين دون عناء حجم التحديات التي حتما ستعترض أهم خمس سنوات لأقوى رجل سياسي بمنطقة الشمال الموريتاني ،ليس أولها إعادة الهيكلة للسلطات الادارية على مستوى الولاية حيث أضيف المجلس الجهوي إلى جانب المنطقة الحرة ذات الأعوام الخمسة وطبعا ليس آخرها علاقة الرجل بأغلبية الرئيس محمد ولد عبد العزيز وقيادة الحزب على المستوى الجهوي .

فالحديث عن الهيكلة الادارية الجديدة لا تعني بالضرورة المرور عليها كمعطى معلوماتي فقط ، بل هي الأساس والمعايشة معها تحدد ما إذا كانت أسطورة الشمال سيستأنف مسيرته بعد توقف لأزيد من عقدين من الزمن ، أما عدم المعايشة مع الهيكلة الجديدة فتعني حتما نهاية الأسطورة لما في ذلك من تبعات سياسية استثنائية من المكن أن تتحكم في المشهد السياسي لسنوات قادمة .

تعد الهيكلة الإدارية الجديدة (منطقة حرة – مجلس جهوي ) أكبر تحدي للعمدة المخضرم فهي من الناحية المالية ستنعكس لا محالة على الموارد المالية للبلدية الفلكية يوم استلم العمدة الحالي أول منصب في أواخر التسعينيات حيث كانت ميزانية البلدية المركزية 2.5 مليار أوقية ، حيث مكن الرصيد الفلكي الرجلَ من صناعة الاسطورة وقتئذ .

واليوم وقد اقتطعت المنطقة الحرة أهم ذراعين ماليتين لبلدية نواذيبو والحديث هنا عن مناءي نواذيبو المستقل وخليج الراحة فمن حكم المؤكد أن هذا النقص سيرخي بظلاله على التسيير المستقبلي لساكن القصر البلدي الجديد.
لا أشك أنه بإمكانه التغلب على النقص بفضل التجربة والاطلاع ،دون أن نغفل عن شبكة علاقات اخطبوطية إقليمية ودولية يتمتع بها العمدة ولد بلالي ستكون بمثابة "الباراشوت" ربما .

أما عن المعامل الثاني المتمثل في علاقة العمدة الجديد مع الأغلبية الرئاسية والقيادات الجهوية للحزب الحاكم خصوصا فلا يقل هذا التحدي عن اشكال الهيكلة ومن المتوقع أن يتبلور هذا التأثير في ميادين عدة أبرزها المجلس البلدي ،رغم تمتع العمدة بأغلبية مريحة شيئا ما ، إلا أن الجفاء وممارسة المستشارين المحسوبين على ولد بلالي في مأمورية العمدة السابق محمد معطل (الحزب الحاكم ) قد لا تشفع لنزيل القصر وقد يحاول مستشارو الحزب الحاكم رد الصاع صاعين كما يقال .
فإذا استطاع العمدة القاسم ولد بلالي التعايش مع هذه الميكانيزمات التي استجدت على مستوى عاصمة الاقتصاد فإنني أتوقع أن يواصل صنع الأسطورة في المشهد السياسي الوطني والمحلي ، أما إذا أخفق فقد تكون بداية نهاية أسطورة رجل ملأ الدنيا وشغل الناس .
الصحفي محمد جبريل

تابعونا