ختـــامـا......!

31. أغسطس 2018 - 8:57

على الرغم من أن حديث رئيس الجمهورية عن وجود تحديات جسام قد تواجهها موريتانيا قابل للتأويل على أنه "خطاب حملة انتخابية" بامتياز؛ إلا أن من الخطأ عدم أخذ الموضوع على محمل الجد، أو الاعتقاد بأن تركيز الرئيس على التحذير من "خطر داهم" قد يهدد أمن البلد واستقراره وحتى وجوده، ينطلق من فراغ أو يفتقر لمعطيات جلية ينبني عليها.
صحيح أن هذا النوع من التحديات والمخاطر (حقيقية كانت أم مفترضة) يستوجب، في الحالات الطبيعية، الابتعاد عن الشحن السياسي وشيطنة الخصوم، والعمل - بدل ذلك - على خلق المناخ الأنسب للتقارب بين كافة القوى السياسية والمدنية والاجتماعية في البلد؛ سبيلا إلى رص الصفوف وتدعيم الجبهة الداخلية؛ لكن خلاف ذلك في سياق انتخابي تنافسي قد لا يخلو من بعض الوجاهة، إن توفرت الإرادة الفعلية والجادة لتحقيقه بمجرد انقشاع غبار المعركة الانتخابية دون تأخير.
من المؤشرات الجلية على وجود ما يبرر المخاوف التي عبر عنها الرئيس محمد ولد عبد العزيز (تصريحا أو تلميحا) سلسلة التطورات المتلاحقة على الساحة الأمنية والسياسية في منطقتي الساحل وشمال إفريقيا.
من ذلك على سبيل المثال:
- تركيز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في خطابه السنوي قبل يومين أمام سفراء فرنسا ورؤساء بعثاتها الدبلوماسية عبر العالم؛ على اعتبار الوضع الأمني في منطقة الساحل؛ خاصة ما يتعلق بالحرب على الإرهاب ومواجهة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، وكذا موجات الهجرة غير الشرعية نحو الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، أولوية أولويات سياسة فرنسا الخارجية للفترة القادمة؛ أي قبل موضوع الصراع في سوريا، والحرب التجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا، ومواقف الرئيس الأمريكي الرافضة لمقررات قمة الارض في باريس...
- وقوف واشنطن (وحدها) بقوة ضد حصول القوة المشتركة لمجموعة الساحل 5 على تفويض من مجلس الأمن الدولي، خلافا لموقف فرنسا والاتحاد الأوروبي مثلا؛ مقابل إقدام البينتاغون، مؤخرا، على تزويد الطائرات الأمريكية المسيرة عن بعد، والمنتشرة في قاعدة أغاديز في النيجر، بصواريخ وقذائف تمكنها من ضرب آي هدف تراه واشنطن "معاديا" في عموم منطقة الساحل الإفريقي
- سلسلة الإقالات المفاجئة على مستوى قيادات عسكرية وأمنية محورية في الجزائر
- إرسال كندا عددا من المروحيات القتالية الإضافية إلى مالي في إطار المشاركة الكندية في جهود محاربة التنظيمات الجهادية في هذا البلد وفي محيطه شبه الإقليمي، رغم البدء الفعلي في نشرة القوة المشتركة لدول الساحل الخمس
- الأزمة السياسية الناجمة عن إصرار زعيم المعارضة في مالي؛ سومايلا سيسي، على عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة في هذا البلد، وتزايد الحديث عن تلقيه "إشارات قوية " بإمكانية الحصول على دعم سياسي أو دبلوماسي ضاغط من بعض القوى الدولية الوازنة
- التوتر السياسي المتصاعد في السينغال جراء استحداث الرئيس ماكي صال قانون تزكية المترشحين للرئاسة من خلال اشتراط خصول كل مترشح على نسبة تناهز 1% من مجموع الناخبين المقيدين على السجل الانتخابي كشرط أساسي لقبول ملفه، وكذا تأكيد الحكم بحبس أبرز المنافسين المحتملين للرئيس صال في انتخابات فبراير 2019 الرئاسية ، خليفة صال، لمدة خمس سنوات نافذة؛ بموجب حكم قضائي صادر عن محكمة الاستئتاف بدكار.....
حفظ الله موريتانيا وشعبها
من صفحة Saleck Abdellahi Mokhtar

تابعونا