مَدائن التراث.. "وادان" بين خيبة المُشاركين وارتياح المُهرجين!

14. ديسمبر 2021 - 23:32

رغم رصد أكثر من 3 مليارت أوقية وهي أربعة اضعاف الميزانيات السابقة، إلا أن نسخة مهرجان المدن القديمة لم تضف جديدا، اللهم في التسمية التي ظلت مجرد شعار طيلة أيام المهرجان الخمسة والتي طبعها التذمٌر والاستياء من المشرفين على التظاهرة داخل وادان وخارجها.

قبل افتتاح المهرجان بساعات توافد المشاركون في المعرض على المدينة رغم مشقة السفر ووعورة الطريق، لكن أغلبهم تفاجأ من عدم وجود موقع لعرض منتجاته فقد فعلت الزبونية والنفوذ افعالها في هذا الجانب، وتمكنت شركات ومؤسسات خصوصية من إيجاد مواقع استيراتيجية في حين بقيَ المعنيون بالمعرض على قارعة الطريق.

خاصة الخاصة!

اهتمت وزارة الثقافة في نسخة وادان في الشكل على حساب المضمون، فقد عمد المنظمون إلى دعوة بعض الشخصيات غير المعنية أصلا بتظاهرة ثقافية من هذا النوع، ومنحتهم امتيازات خاصة على غرار إيجار السيارات الفاخرة والضيافة المريحة ومبالغ مالية معتبرة، مع أنهم لن يقدموا أية خدمة باستثناء الثناء وكيل المديح للوزير وأبرز مقربيه بينما عانت عشرات الفرق والوفود من البحث عن مأوى بما في ذلك عشرات الشعراء والصحفيين وحتى الفنانين. وكانت أولى السهرات الفنية دليلا على هشاشة التنظيم وغطرسة القائمين عليه، فقد منعت شخصيات سياسية من الدخول إلى المنصة بل تعرض بعضهم للضرب والتعنيف في مشهد غريب لم يسلم منه عشرات السيًاح الأجانب!

خيبة أمل..

سيطرت الخيبة على عشرات المواطنين ممن قدموا إلى وادان لبيع منتوجاتهم، لأن المهرجان سياسي أكثر منه مناسبة لتثمين التراث واقتناء منتوجات تمثل تراث أمة تسعى لنفض الغبار عنه لتشجع المحافظين عليه وتقدير جهودهم، فلولى مرور بعض السًياح لما استطعت تأمين مصروف يومي، على قول محمد سالم، أحد الصناع التقليديين الذي حاورناه عند مدخل الساحة المخصصة للعروض.

بينما تتحدث السيدة فاطمة، وهي قادمة من مدينة شنقيطي بحسرة وتقول أنها نادمة على القدوم إلى وادان لأني ـ تضيف ـ استأجرت دكان بسبعين ألف وتكلفت في النقل ولم أستطع أن أبيع حتى الآن قيمة عشرين ألف، وترى فاطمة أن نسخة وادان الحالية هي أسوأ "نسخة احضرها مع أنني شاركت في جميع النسخ الماضية"..

وفيما يخصٌ الترفيه، فقد ظهر استياء سكان وادان قبل آلاف المتسمرين في انتظار نقل احداث السهرة الفنية عبر قناة الموريتانية، فكل الفقرات مملة، مليئة بالانقطاعات في الصوت والصورة، وقد طغى الشعر المرتجل فيها على مشاركة بعض المغمورين والوجوه القديمة التي سئم الجميع من كثرت مشاركاتها.. فبغض النظر عن السهرة الأولى التي حضرها رئيس الجمهورية فإن بقيًة السهرات بدت رتيبة وباردة كطقس وادان هذه الأيام.

عموماً لا جديد كما سمعنا في خطاب وزير الثقافة، فلربما أراد معاليه أن يوهم الغائبين عن حقيقة الفشل الذي صاحب أول نسخة من عنوان: "مدائن التراث" فهي بحق جعجعة بلا طحين، ومجرد مكياج إعلامي فارغ، شكلا ومضمونا، ومناسبة لتكريم المهرجين والخارجين على القيم والأعراف.

 

محمد المختار محمد لفظيل

 

 

 

 

 

 

 

 

تابعونا