اسواق المواشي..ركود في البيع رغم وفرة المعروض وسط تجاهل لتدابير كورونا

6. مايو 2020 - 20:37

يستيقظ محمد (رجل خمسيني) باكرا كل يوم حتى في ايام شهر رمضان الذي عادة يسهر فيه البعض وينام بعض الوقت صباحا ثم يشد الرحال نحو سوق المواشي بمنطقة توجنين حيث توجد اغنامه وزملاء له يشتركون معه في شراء الماشية من الحوض الشرقي ثم يسوقونها هنا بالعاصمة انواكشوط

يبدا محمد يومه كالعادة بتفقد احواله اغنامه ثم يجلس مع عشرات الباعة الذين تتشابه يومياتهم جميها ينتظرون دخول الباعة والمشترين للسوق والذي عاظة يكون بعد الساعة التاسعة صباحا
الجميع يتحرك في فضاء واحد جنا الى جنب مع قطعان الغنم يتبادلون اطراف الحديث ويتعانقون ويتصافحون في مشهد يوحى بطيب المقام وبأن الأمور على ما يرام فلا حذر ولا تباعد ولا كمامات و لا قفازات ولاهم يحزنون.
هكذا بدت أسواق المواشي في العاصمة انواكشوط وسط حديث عن تخفيف السلطات لاجراءات السلامة من كورونا الضيف الثقيل الذي لم يسمع الكثير ممن ينشطون في هذه الأسواق به و لا يعلمون متى حل بأرضهم ومن يكون…

الإقبال دون المستوى يقول باعة الأغنام رغم أن الناس في شهر رمضان المبارك الذي تستعمل فيه اللحوم بشكل كبير في وجبتي (اطاجين وسوب ) والاسعار زادت بكثير يقول المتسوقون وبين اقوال الطرفين تتواصل الحياة بهذه الاسواق بوتيرتها المعتادة ومن دون ابسط اجراءات الوقاية في تجاهل صريح لخطر كورونا وغياب تام للتوعية والتحسيس من طرف الجهات الصحية التي كان مفترضا ان تكثف من التحسيس بهذه الاسواق التي تعج بالمواطنين وتشكل مصدر اللحوم الحمراء لكل البيوت

قطعان الغنم تنتشر على نواصي الشوراع وفي الاسواق المعهودة لبيعها ،غير ان اسعارها تبعد المشترين عنها في ظرفية اقصتادية غير جيدة تعرفها البلاد بفعل الاجراءات الاحترازية من وباء كورونا التي اثرت بشكل سلبي على اصحاب الدخل المتوسط والموظفين واصحاب المهن الخاصة اما الفقراء الذين لا عمل لهم فحدث ولاحرج.
يرجع بعض التجار بهذه الاسواق هذا الارتفاع الذي وصفه الزبناء بالجنوني الى صعوبة نقل المواشي من اعماق البلاد الى العاصمة في الحالات العادية وتعذرها في هذه الفترة بالضبط بفعل سريان قرار وقف التنقل الذي اتخذته الحكومة قبل اسابيع فالسوق تستمد امدادها بالمواشي من اغنام وابقار وابل من المدن الداخلية وخاصة منطقة الحوضين والعصابة وهو ما اصبح اليوم صعبا للغاية في ظل هذه الظروف اضافة الى تكاليف هذه المواشي هنا بالعاصمة و مايصرفون عليها من مبالغ في العلف والرعاية وتاجير اماكن خاصة ومايدفعون للبلديات من اتاوات….

الصورة من العمق بدت غريبة وتستدعي تدخلا عاجلا لحماية بسطاء دفغتهم الفاقة الى النزول رغم المخاطر االى اسواق العمل بحثا عن قطرة عرق شريفة تمنحهم لقمة عيش كريمة غير ابهين بالكورونا ولاخطره الذي يهدد وجود العالم
فهذه الاسواق في امس الحاجة الى التنظيم والتنظيف وفرض قرارات صارمة تلزم الجميع بتوخي الحذر ووضع كمامات وقفازات تجنبا لهذا الفيروس

أما السوق فبحاجة حسب كبار الموردين الى تسهيل حركة التنقل بين نواكشوط ومصدر هذه المواشي لامداد السوق باللحوم خاصة في هذه الفترة الخاصة وفترة رمضان ورفع الاتاوات عنها ومدهم بالعلف كما تم في الداخل
هكذا إذا بدت اسواق المواشي والأغنام في رمضان حيث تشهد الأسواق هدوءاً خلال الفترة الحالية بفعل ضعف الإقبال وقلة المعروض، وسط توقعات بارتفاعات كبيرة في العرض والطلب خلال الأيام القليلة التي تفصلنا عن عيد الفطر المبارك وهكذا يصارع فقراء دفعتهم الظروف الي البيع والشراء في هذا الفضاء من اجل توفير لقمة عيش كريمة ولو كان ذالك على حساب حياتهم