في زمن كورونا رسالة إلى فخامة الرئيس ..!

22. مارس 2020 - 12:56

في هذه الفترة العصيبة التي تعيشها بلادنا، والمخاض العالمي الصعب الذي إن طال أمده سينجم عنه صعود قوى عالمية وأفول أخرى، كما كان وباء الطاعون سببا لانهيار إمبراطورية نابليون وانسحابه من مصر واستسلامه للقوى المنافسة، قد يكون هذا الوباء سببا لتمكين الصين من قيادة العالم،
وأنت يا فخامة الرئيس بين خيارين لا ثالث لهما؛ إما أن تدير الأزمة بحكمة وين لديك طاقم متكامل لدراسة الوضع وتجلياته على الصعيد المحلي والعالمي، فيتدارسوا الأمر ويحتاطوا له من جميع الجوانب، وعند ذلك ستجدون الشعب يصطف خلفكم ويدعمون مسيرة التنمية، وتسجل اسمك بين العظماء والقادة الملهمين لشعوبهم ك :مهاتير محمد ونيلسون مانديلا والمهاتما غاندي، وإما أن يحدث التقصير والإهمال واكون النتائج كارثية.
وقد كتبت لك هذه الرسالة امتثالا لحديث رسول الله :(الدين النصيحة) قلنا :لمن يا رسول الله؟ قال :(لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) والنصح للسلطان واجب، نص على ذلك ديننا الحنيف.
وأول ما أنصحك به رعاية هذا الشعب المسكين، الذي ستسأل عنه غدا بين يدي الله عز وجل ففي الحديث :(إن الله سائل كل راع عما استرعاه) .
وحتما لا تخفى عليك حالة المواطنين في الترحيل وبيكات ولكزر والأرياف وما يعانونه من فقر مدقع، فالكثير منهم يعمل ليعيش وهم يعانون من حظر التجوال وإغلاق محلاتهم؛ فرجاء عوضوا لهم عن ما يلحقهم من خسائر ووفروا لهم أسباب المعاش فهم بين مطرقة الجوع وسندان الوباء، وحبذا في هذا الوقت العصيب لو وفرتم راتبا لكل رب أسرة، ثم إني أنصح باستغلال الفرصة لتحقيق العدالة والمساواة بين أفراد الشعب.
وأعظ أرباب المناصب ممن نهبوا ثروات البلاد بإرجاعها فورا وإعادتها لمستحقيها، فبنوك العالم تعاني من ركود وقد تفلس، والرحلات السياحية قد لا تتاح لكم قريبا ومن مرض منكم فمصيره الفناء، لأن مستشفيات الغرب ضاقت بأهلها ولم تبنوا نظاما صحيا ينفعكم انظروا حجم الكارثة التي وضعتم فيها أنفسكم من حيث لا تدرون، حق عليكم وعد الله فبادروا بالتوبة وأعيدوا جميع الأموال المنهوبة للشعب قبل أن تذهب عنكم وتسحقكم الأقدام.
فخامة الرئيس :يعاني الشباب الموريتاني وضعا مزريا من البطالة وعدم تكافؤ الفرص، حيث احتكرت الوظائف المهمة على أشخاص لم يكسبوها بسابق علم ولا تضحية، وسادت المحسوبية والزبونية وصار الكثير لا ينال حقه إلا برشوة أو وساطة من وجيه، وهو أمر حان تغييره وطفح الكيل.
سيادة الرئيس :تعلمنا من التاريخ أن الحروب والأوبئة يعقبها اختلال في الميزان الاقتصادي والاجتماعي، فنرجو أن تحتاطوا للأمر وتتحسبوا لمواجهة المجاعة وتمنعوا التجار من استغلال الظرفية ومحاسبة مم يتلاعب بالأسعار منهم بالحبس والغرامة، وأن يكون ذلك دافعا لتحقيق العدل وإقامة دولة يسودها القانون وتختفي منها مظاهر المحسوبية والزبونية.
فخامة الرئيس :إن تطور الأمر وفقدت أوروبا وأمريكا جزءا كبيرا من اليد العاملة فإنها ستستعيض عن ذلك بشبان تجلبهم من البلدان النامية، وبلدنا ليس استثناء وحينذاك ستشهد البلاد هجرة للشباب وتفقد العمالة وخبرات ممكن الاستفادة منها.
استغلوا الفرصة لتأميم ”تازيات“ وغيرها من الشركات التي تنهب خيرات بلادنا واستغلوا ريع تلك الشركات في تحسين ظروف المواطنين المعيشية والصحية والتعليمية.
فخامة الرئيس :قبل الأزمة شهدت بلادنا تيارين؛ أحدهما يستغل الدين ويتاجر به ويقتات من معاناة المواطنين ك ”علماء السوء“ وأصحاب الرقية والدجل، وتيار علماني يشكك في ثوابت البلد الدينية والثقافية، فيجب وضع حد لتلك الطائفتين والحفاظ على هوية بلدنا الإسلامية‘ ولا يقل ضررا عن هؤلاء الحقوقيين المتاجرين بمعاناة بني جلدتهم والمسيئين للجمهورية في المحافل الدولية، أحذية الصهاينة وخناجر غدر يضعونها في خاصرة البلد لإشعال الفتن فردع هؤلاء واجب وشل حركتهم مطلب اجتماعي، لأن الدولة وحدها هي المسؤولة عن مواطنيها وتحقيق العدل والمساواة بينهم وكل داع لعنصرية أو جهوية يردع ويؤدب.
فخامة الرئيس :قديما قال أهل العلم والاجتماع :(الدولة تستقيم على الكفر ولا تستقيم على الظلم)، فاعمل على ما يقوي استمرار دولتنا ويحفظ أمنها، وأول ذلك تحقيق العدل ورد جميع المظالم التي نهبتها الحكومات السابقة والحالية، فالحق أحق أن يتبع
وفقك الله لما يحبه ويرضاه وسدد خطاك وأدام عليك نعمة الصحة والعافية.
الكاتب :عبد الله محمد الفلالي

[email protected]

تابعونا