مجرد وقفة تأمل ..!

11. يناير 2020 - 12:30

كان ولد عبد العزيز يصف “المعارضة” بالمجرمين و أعداء الوطن و كررها بالصريح في أكثر من مناسبة . و حين استغل قادة المعارضة في إحدى المسيرات الحاشدة ، شاحنة كمنصة خطابة، قال التافه ولد محم خيرة بكل وقاحة “كنت أعتقد أنها تحملهم إلى المزبلة”..
كانوا واضحين في تعاملهم مع كل من لا يسبح بحمد ولد عبد العزيز الذي يتبارون اليوم في انتقاء عبارات التهجم عليه..
و أعترف شخصيا أنني كنت عدوا لفوضى ولد عبد العزيز (حتى لا أقول نظامه) و لولا حرمة دماء المسلمين لكنت حملت السلاح في وجهه ؛ بل أقول إنه ما كان أمامي سوى أن آخذ السلاح في وجهه أو أخرج من البلاد ، ففضلت الأخيرة و كنت قادرا على الأولى.. و لست ممن يهتمون بتلميع صورهم كمعارضين لـ”نظام” لم يضروه يوما إلا بقدر ما يثبت ديمقراطيته و يؤكد شرعيته.
و اليوم، بعد أن كشفنا للجميع أن ولد عبد العزيز هو المجرم و هو العدو الأول لوطن لا تربطه به أية صلة ، كان من الضروري حد البديهي ، أن تغير طقمة الفساد الجديدة قواعد اللعبة و لهجة خطاب الهيمنة : “سأكون رئيسا للجميع” .. دعوة قادة المعارضة لحضور تخليد عيد الاستقلال (الذي حولوه إلى مأساة “استغلال”) .. لقاءات من حين لآخر مع شخصيات معارضة (أصبحت اليوم مخجلة من تصديقها لحسن نوايا غزواني) …
من الطبيعي أن يعين أي رئيس حكومته من “أغلبيته”، لكن أي عداء للمعارضة أكبر من استثنائها من أي تعيينات في جميع مؤسسات الدولة كما لو كانت قاصرة أو مجرمة كما يصفها المجرم؟
هل ميناء نواكشوط ، و مطار نواكشوط و المنطقة الحرة في نواذيبو و شركات الدولة و مؤسساتها و مستشفياتها (…) وظائف سياسية يتم تعيين أصحابها على أساس الولاء السياسي؟
هل يطلب منا اليوم أن نسامح ولد الغزواني لأنه يجهل الأمور أو أن نسامحه لأنه عاجز عن الوقوف في وجه الفساد و المحسوبية و الزبونية و المافيوية؟
ماذا تغير في تعامل “النظام” مع المعارضة غير استبدال بذاءة عزيز بأكاذيب غزواني؟
إذا كان فارق الثقافة بين عزيز و غزواني الذي تتحدثون عنه هو الفارق بين البذاءة و الكذب، فما علينا اليوم سوى أن نقول “رحم الله الحجاج ما أعدله”
سيدي علي بلعمش

تابعونا