كلمات قليلة في حق السفير سيداتي ولد أحمد عيشه

2. يونيو 2019 - 20:06

كلمات قليلة في حق السفير سيداتي ولد الشيخ ولد أحمد عيشه..
عرفناك أولا في وزارة الشؤون الخارجية والتعاون بداية مشوارك المهني...6 سنوات قدمت خلالها عشرات البيانات الأسبوعية التي يقدمها وزير الخارجية أمام مجلس الوزراء..وعشرات التقارير لمهام قمت بها باسم الوطن في الخارج وفي ميادين عدة: حقوق الإنسان، التجارة، محاربة الإرهاب ، البيئة،محاربة المخدرات وغير ذلك..
عرفك الطلاب الموريتانيون في داكار( السنغال) عندما كنت مستشارًا قائما بالشؤون الثقافية..كلهم أطباء الآن وأساتذة جامعيون يكنون لك كل التقدير والاحترام ويعترفون لك بما قدمت لهم من خدمات جليلة..
عرفتك مدريد(إسبانيا) والجالية الموريتانية التي كنت مؤسسها...قبل سنة 2000 لم تكن جالية موريتانية في إسبانيا..يتذكر المواطنون هناك كل ما قدمت لهم...لقد آويتهم في بيتك وساعدتهم مادياً ووقفت معهم في كل المواقف الصعبة: في السجون وفي المطارات وفي المستشفيات وفي المحاكم..لقد كنت دائماً أخاً وصديقًا وإنساناً قبل أن تكون ديبلوماسيًا..على المستوى المهني حررت المئات من التقارير عن الوضع في بلد الاعتماد..كنت سفيرًا بامتياز لكلا البلدين الصديقين موريتانيا وإسبانيا..لقد نال ذلك رضى الجانب الإسباني فقد كنت أول ديبلوماسي موريتاني يتم تكريمه في تاريخ العلاقات الموريتانية الإسبانية..فالثقة التي نلت من لدن الشركاء الإسبان استطعت من خلالها الغاء ديون على السفارة الموريتانية في مدريد تبلغ 120000 يرو..وتعود إلى الثمانينات من القرن الماضي ..ديون تتعلق بالضمان الاجتماعي لم يتم تسديدها...قبل مغادرتك مدريد أصبحت الجالية الموريتانية في إسبانيا تقارب 12000 مواطن كلهم في وضعية قانونية صحيحة.لقد أضحى التعاون الإسباني الموريتاني (الهبات )الذي لم ينقطع ولم يتم تعليقه خلال الأزمتين السياسيتين في 2005 و 2008 قرابة 20 مليون يرو سنويا بعد أن كان أقل من 5 مليون ولمدة طويلة..
عرفتك نيويورك( الولايات المتحدة الآمريكية) ..جئت لأن بلدك كان بحاجة لك هنالك..لأول مرة بعد 1974 موريتانيا تترشح لمجلس الأمن..تأخر تقديم الترشح وبدأ العد التنازلي..لم يبق من آجال تقديم الترشح إلاّ 48 ساعة....لم تكن الخارجية الموريتانية حينها متحمسة لتقديمه...فخاطبت مباشرة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبدالعزيز حول الموضوع بحضور سعادة السفير عبد الرحيم الحضرمي وبمباركة منه.. وبعد ساعات تم تقديم الترشح..صحيح لم نفز بالمقعد لا لأن بلدنا لا يستحق عضوية مجلس الأمن لكن بسبب أمور أخرى يطول عنها الحديث..لقد قارعت بمهنية عالية وحدك خلال فترة حملة مجلس الأمن تلك كل المنافسين بما أوتوا من قوة مادية وبشرية ..الأشقاء المغاربة يعرفون ذلك جيدًا..قارعت الكل حتى افتتاح الدورة العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة في تلك السنة..كان ذلك يوم 20 سبتمبر 2011..دخل السفير بعد إجازته الصيفية وكنت خير مساعد له...يذكر ذلك دائمًا..
انتقلت إلى بغداد ( العراق) كسفير فوق العادة وكامل السلطة في الأسبوع الأول من أكتوبر 2012 بعدما تم استبدالك ب 6 دبلوماسيين في نيويورك دفعة واحدة ملبيا من جديد الواجب المهني وحب الوطن ..كانت فترة إرهاب وحرب دامية في العراق ..وفي بغداد على وجه الخصوص...لم يثنيك الرصاص الحي الذي أطلق على سيارتك وعلى بيتك ولم ترعبك الانفجارات بالتمثيل الأحسن لبلدك والتعريف به تاريخياً وثقافياً وسياسياً في بلد شقيق ولدى شعب عظيم قطعنا معه العلاقات الدبلوماسية خلال 14 سنة..وغبنا عنه..بدأت تبني..فبنيت ..تم افتتاح سفارة تعد من أحسن السفارات في بغداد وأكثرها مصداقية... أنشأت في نواكشوط ولأول مرة في تاريخ البلدين الشقيقين لجنة مشتركة برئاسة وزراء خارجية البلدين الشقيقين كإطار قانوني للتعاون المشترك..وجلبت المستثمرين للبلاد..وأخيرًا استطعت من خلال علاقاتك أن يتنازل العراق الشقيق عن التنافس ضدنا لإدارة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم..بل قام العراق الشقيق بأكثر من ذلك..فصوت لنا .وأنعش حملة تصويت لصالحنا...
لاشك أن درجتك المهنية كوزير مفوض وتكوينك الأكاديمي كحاصل على سلك ثالث في العلوم السياسية وإتقانك اللغات ، كل هذا ساعدك بالقيام بالمهام التي أديت على أحسن وجه..
داخلياً...يعرفك بتلميت وحملاته السياسية...إنك إبرة الميزان بين الكل..فالكل يقدرك ومعجب بأسلوبك وأخلاقك..كان ذلك من بين الأسباب التي تم اختيارك عليها لتكون مندوبا لدى مؤتمر حزب الاتحاد من أجل الجمهورية عن بتلميت..لم تفت حملة سياسية انتخابية واحدة في بتلميت إلاّ وقمت بالدور اللازم فيها بهدوء وثبات..لم تقبل أبدًا أن يصرف الحزب الذي تدعم مرشحيه في المجالس البلدية و النيابية أو أن يصرف مرشح للرئاسيات أنت داعمه مثقال ذرة بخصوص حملتك بدءًا بنصب الخيام والإنعاش وانتهاء بضيافة أعضاء المكاتب..
يعرفك المحراب...ويعرفك الضعفاء من كل شرائح المجتمع وبدون تمييز..يعرفك نزلاء المستشفيات..يعرفك عابرو السبيل الأجانب منهم أو المواطنون...فأنت صديق للجميع للأدباء والشعراء والفنانين..
تعرفك الرياضة والشباب...فأنت الأول دائماً في تلبية نداء دعم كرة القدم...
واليوم تعود على بركة الله إلى أرض الوطن بعد غياب طويل داعمًا لنهج البناء الذي أرسا رواسيه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبدالعزيز والمتمثل في مترشح الإجماع والعدل السيد محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني...
نزلت أهلاً...وحللت سهلاً...يا أميرنا وآمرنا...أطال الله في عمرك وحفظك من كل مكروه..

تابعونا