هسبريس: موريتانيا تُنهي القطيعة الدبلوماسية مع المغرب

21. ديسمبر 2017 - 12:00

بعد سنوات من الفتور الدبلوماسي بين نواكشوط والرباط، أعلن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، اليوم الأربعاء، عن ميلاد صفحة جديدة في تاريخ العلاقات بين البلدين، بتعيينه سفيراً معتمداً لدى المملكة المغربية بعدما ظلّ هذا المنصب شاغراً لأزيد من خمس سنوات؛ وهو الأمر الذي كان يُثير الكثير من التساؤلات.

في الصدد ذاته، أجرى محمد ولد عبد العزيز تغييرات في السلك الدبلوماسي الموريتاني، كان أبرزها تعيين محمد الأمين ولد آبي سفيرا في المغرب، بعد شهور فقط على موافقة موريتانيا رسمياً على اعتماد السفير حميد شبار، الذي عينه الملك محمد السادس في يونيو الماضي سفيرا لدى نواكشوط.

وسبق لمحمد الأمين ولد آبي، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الموريتانية المستقلة، أن شغل منصب سفير في النيجر، كما تولى حقيبة المياه والصرف الصحي في حكومة الوزير الأول السابق مولاي ولد محمد الأغظف.

ومن شأن التعيين الجديد أن يُسهم في حدوث انفراج على مستوى تطور العلاقات بين الجارين، خصوصا على مستوى تبادل الزيارات والتنسيق في ملفات مثل محاربة الإرهاب والتهريب، بالإضافة إلى تقريب وجهات النظر بخصوص ملف الصحراء، الذي تعتبر فيه نواكشوط طرفاً أساسياً ويجري إشراكها من قبل المبعوث الخاص للأمم المتحدة للبحث عن حلول للأزمة.

الموساوي العجلاوي، الخبير في الشؤون الإفريقية والصحراوية، اعتبر تعيين الرئيس الموريتاني لسفير جديد بالرباط لبلاده بمثابة إعلان عن "مرحلة جديدة، ستسهم بدون شك في توطيد العلاقات بين البلدين".

ويرى العجلاوي، في تصريح لهسبريس، أن "المغرب حافظ دائماً على مسافة معقولة في علاقاته الدبلوماسية مع موريتانيا، بينما الإشكال كان يكمن في الطرف الآخر الذي أدخل حسابات إقليمية ضيقة"؛ ولكن تعيين السفير الجديد، يقول المتحدث ذاته، يدخل في سياق متغيرات كثيرة، يبقى أبرزها طلب المغرب إلى الانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، وتقدم نواكشوط أيضا بطلب مماثل قصد الحصول على صفة شريك اقتصادي؛ وهو الأمر الذي يُرسل إشارات إيجابية إلى مجموعة سيدياو مفادها أن البلدين لا تجمعها أي مشاكل ثنائية.

ويشير الباحث المتخصص في معهد الدراسات الإفريقية بجامعة محمد الخامس إلى أن المغرب بحاجة إلى علاقات جيدة مع جاره، خصوصا بعد عودته إلى الاتحاد الإفريقي والمهام التي يمكن أن يلعبها في القارة السمراء.

عامل آخر وراء إعلان نهاية القطيعة الدبلوماسية، يضيف العجلاوي، هو إرسال رسائل طمأنة إلى المملكة السعودية التي تجمعها علاقات رفيعة مع المغرب، بعد قرار الرياض قبل حوالي أسبوع تمويل نشر قوة مجموعة الخمسة للساحل المشتركة G5 التي يوجد مقرها في نواكشوط.