الفريق محمد ولد مكت... حين يلتقي الإخلاص للنظام مع محبة الوطن

3. أكتوبر 2017 - 18:27

أبانت المسودة المسربة من التقرير الذي أعدته الإدارة الخاصة بحملة الإصلاحات الدستورية الأخيرة على مستوى ولاية لبراكنة عن حضور لافت لذكر اسم الحلف السياسي في بلدية شكار التي تحولت في العشرية الجارية إلى حاضرة أضحت عمليا عاصمة لإدارة الفعل السياسي في الولاية وباعثة للأمل في نفوس من تقطعت بهم السبل داخل الأغلبية و دفع بهم اليأس الناجم عن سوء تعاطي الهيئات الحزبية المحلية إلى التفكير في مجابهة نظام رغم كونهم يرون فيه بصدق بادرة أمل لتنمية الوطن وضمان استقراره.

يؤكد التقرير الحقيقة المتجاوزة وهي أن الحلف المناصر للفريق محمد ولد مكت كان وبلا منازع أكثر المضحين في سبيل إنجاح مسار الإصلاحات الدستورية باتحاده الداخلي وانسجامه القوي وبما أنجزه من تنسيق ميداني على الأرض وبما قدمه من دعم معنوي ومادي سخي شكل مصدر دفع مهم لعشرات الوجهاء والفاعلين في القرى والتجمعات السكنية على مستوى جميع بلديات المقاطعتين المركزية والشمالية فضلا عن حضوره المتزايد في مناطق من حوض الضفة.

لم يكن تمدد الحلف السياسي المذكور نابعا من نزعة توسعية أو مسعى لتحجيم تضحيات الآخرين أو انغماسا أعمى في المعترك السياسي بالمفهوم السائد عند النخب وإنما كانت دائما غايته القصوى وهدفه الأسمى تحقيق اصطفاف شعبي أوسع خلف النظام ومسارعة منه لتقديم بديل ذي مصداقية يحتضن ويستوعب ويلبي طلبات المتذمرين من أداء الهيئات الحزبية والناقمين على رموز السلطة ورجالها المحليون بدل تركهم عرضة لانتهازية الأحزاب الأكثر تشددا اتجاه نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز وخصوصا حزبي تواصل وقوى التقدم.

ما لا يدركه كثيرون هو أن الفريق محمد ولد مكت لم ينغمس في الشأن السياسي ولم تستهويه صراعات وخصومات الفاعلين المحليين فمساره المهني منذ السبعينات وحتى اليوم أمضاه ما بين قيادة المناطق العسكرية المعنية بجبهات القتال أو إدارة الأمن الخارجي منسقا الضربات الاستباقية النوعية لإيلام الإرهاب في عقر داره أو منجزا عملا استخباراتي يحقق تفكيك خلاياه النائمة في وسط العاصمة نواكشوط ويقطع عنه خطوط الإمداد التي تمده بما يحتاجه من مال وسلاح وحتى أفراد.

أو يدير بمهنية واحترافية عالية ملف الأمن الوطني الداخلي معيدا الثقة في الجهاز ومحاربا عصابات الجريمة المنظمة الداخلية منها وتلك العابرة للحدود وفاضحا دور من امتهنوا التكسب على حساب القضايا الوطنية العادلة، فكان أحد أهم أركان النظام الذين حولوا تعليماته ومقارباته الأمنية إلى واقع منجز.

غير أن الانشغال بملفات الأمن الشائكة لم تكن لتمنع رجلا وطنيا بحجمه من لعب أدوار وطنية مكملة لأدواره السابقة تتلخص في إبداء الرأي لزائريه في قضايا سياسية ذات بعد وطني أو يشير بتوجيهات عليهم في أخذ مواقف من استحقاقات ظرفية وتلك مسألة يمليها الضمير ويفرضها استشعار المسؤولية.

يتعاط الفريق محمد ولد مكت مع مجمل الفاعلين السياسيين بقدر كبير من المكاشفة والمصارحة ويتغاضى عن تجاوزاتهم الشخصية بحقه إذا لمس فيهم إخلاصا ووفاء لنظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز وهو أمر شهد به كل مسؤول إداري عمل بالولاية على مدى السنوات الماضية.

عبد الرحمن ولد بل / صحفي

تابعونا