في أعماق الريف الموريتاني، وتحديداً في قرية أودي لعمد التابعة لبلدية بولحراث، اجتمعت عزيمة الشباب على صناعة حدث رياضي وثقافي واجتماعي مميز، أعاد للقرية ألقها، وأثبت أن روح المبادرة قادرة على تجاوز ضعف الإمكانات. فقد بادر نادي واد العماد الثقافي والاجتماعي إلى تنظيم بطولة كروية كبيرة، تخللتها أنشطة تكريمية، جسّدت حيوية الشباب ودورهم المحوري في تحريك عجلة التنمية القروية.
لم يعتمد هؤلاء الشباب على دعم خارجي، بل شقّوا طريقهم بجهودهم الخاصة، وبعرق جبينهم، وبتضحيات جسام من وقتهم ومالهم. لقد أرادوا أن يمنحوا أبناء قريتهم مساحة للفرح، ومنصة للتلاقي، وفضاءً للتنافس الشريف، فكانوا على قدر التحدي.
وقد توّجت البطولة بفوز فريق بلدية بولحراث على فريق مقاطعة باركيول بركلات الترجيح، بعد مباراة مثيرة قدّم فيها فريق باركيول أداءً قوياً ومميزاً استحق به إشادة الجميع.
وشهدت المباراة النهائية حضوراً جماهيرياً واسعاً من أبناء القرى المجاورة حيث تحوّل الملعب إلى ساحة فرح وتآخٍ، جسّد تلاحم المجتمع وقوة روابطه.
وفي اليوم الموالي، نظم نادي واد العماد الثقافي والاجتماعي أمسية ختامية للبطولة، شملت تكريم الناجحين في شهادة الباكالوريا من أبناء القرية، وكذلك الناجحين في شهادة ختم الدروس الابتدائية، إضافة إلى تكريم المتسابقين من تلاميذ المحظرة. وقد كانت هذه اللفتة بمثابة احتفاء بالعلم والتفوق، ورسالة بأن مسيرة التعليم لا تقل أهمية عن ميادين الرياضة.
وقد نالت الجهود التي بذلها شباب أودي لعمد إشادة واسعة من الجميع، حيث أثبتوا مرة أخرى أنهم قادرون على تحويل التحديات إلى فرص، وأنهم عماد القرية وسندها الحقيقي، بما يقدمونه من مبادرات رائدة تعكس وعيهم وحبهم لمجتمعهم.
إن ما قام به نادي واد العماد الثقافي والاجتماعي وشباب القرية رسالة واضحة بأن الشباب قادرون على تنظيم فعاليات نوعية رغم قلة الإمكانات، وأن القرى حينما يتحرك شبابها تتحول إلى نماذج في التنظيم والعطاء.
وبهذه المناسبة، يوجّه شباب أودي لعمد ونداؤهم مرفوع إلى السلطات الإدارية والبلدية والجهوية، بضرورة دعم نادي واد العماد الثقافي والاجتماعي مادياً ومعنوياً، لما يمثله من رافعة للتنمية المحلية، كما يناشدون الجهات المختصة العمل على فك العزلة عن القرية عبر تحسين الطريق ، حتى تظل مثل هذه المبادرات الشبابية قادرة على الاستمرار والارتقاء بالمنطقة نحو الأفضل.
