انطلاق الدّورة العاشرة من مهرجان نواكشوط للشّعر العربيّ

10. فبراير 2025 - 21:03

انطلقت صباح اليوم الاثنين بقصر المؤتمرات القديم في العاصمة نواكشوط، فعاليات الدورة العاشرة من «مهرجان نواكشوط للشّعر العربيّ» وسط حضور رسميّ وثقافيّ وإعلاميّ وجماهيريّ كبير.
وتتواصل فعّاليّات هذه الدّورة مدّة ثلاثة أيّام متتالية تتخلّلها نشاطات ثقافيّة صباحيّة ومسائيّة بقاعة الأنشطة الثّقافيّة لبيت الشّعر، يشارك في تلك الأنشطة شعراء من موريتانيا ومالي والسنغال وغامبيا وغينيا كوناكري، بالإضافة إلى ندوة نقدية حول القصيدة الموريتانية المعاصرة.
وفي كلمة لمعالي السيدة صفية انتهاه وزيرة العمل الاجتماعي والطفولة والأسرة خلال الإشراف على افتتاح فعّاليّات المهرجان بالنّيابة عن وزارة الثّقافة والفنون والاتّصال والعلاقات مع البرلمان رحّبت بوفد إمارة الشّارقة وضيوف المهرجان من الدول الشقيقة، معبّرة عن كبير الإعجاب بوقائع حفل مهرجان نواكشوط للشعر العربيّ الذي "يفسح المجال أمام قامات شعريّة من موريتانيا ومن محيطها الإفريقيّ لمقاسمة جمهور نواكشوط إبداعاتهم وتجاربهم الشعريّة المختلفة، حيث يشارك في المهرجان إلى جانب شعرائنا الموريتانيّين اثنان وعشرون شاعرا وناقدا من بلدان السينغال وغينيا كوناكيري وغامبيا ومالي" ، مختتمة كلمتها بالشكر والعرفان إلى صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشّارقة عضو المجلس الأعلى، واصفة جهود بيت الشعر بالعطاء اللّامحدود ضمن عقد متواصل من العمل الثّقافيّ والعطاء المعرفيّ الثريّ.
وقد عبّر رئيس دائرة الثّقافة بحكومة الشّارقة عبد الله لعويس في خطابه عن سعادة غامرة قائلا إن : << بيت الشعر-نواكشوط كرّس خلال الأعوام الماضية جهده لجمع شعراء موريتانيا للتّناوب على منبر البيت، ممّا أتاح المجال للشّعراء الشّباب برفقة روّاد الشّعر والإبداع والإفاضة على متذوّقي الكلمة الرّصينة من مناهل عربيّة أصيلة تشرّبها شعراء شنقيط أدبا وجزالة وبلاغة. >>، مؤكّدا على استمرار عرى العلاقات الثّقافيّة، وتوطيد الصّلات الأخويّة تعزيزا للمشتركات وترسيخا للقيم الفضلى وإسهاما في صنع مجتمع معرفيّ عربيّ مشارك في الرّهانات الفكريّة العالميّة.
وفي كلمته بالمناسبة توجه البروفّوسور عبد الله السيّد رئيس المهرجان، مدير بيت الشّعر-نواكشوط بالشكر الخالص إلى فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني على ما يوليه للثقافة والمثقفين، وكذلك إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على مشاريعه الحضارية الكبرى التي يطلقها خدمة للأمة ولغتها وفنونها. كما رحب في كلمته بوفد الشارقة برئاسة سعادة عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة والسيد محمد إبراهيم القصير مدير الشؤون الثقافية بالدائرة. وكذلك عبّر مدير بيت الشعر عن شكره للسّلطات الإداريّة والمتعاونين جميعا من أجل إنجاح المهرجان ممثّلين والي نواكشوط الغربيّة السيد عبد الرّحمان الحسن، وعمدة مقاطعة تفرغ زينه الطّالب ولد المحجوب، كما رحّب بضيوف القصيد من أقطار إفريقية ، مؤكّدا أنّه "من الطبَيعيّ في مثل هذا السّياق الذي يتنفّس أهله الشّعر ويتعاطون الثّقافة أن تجد مبادرات صاحب السّموّ الشّيخ الدّكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الترحيب اللّائق بها؛ فكانت مبادرة بيوت الشّعر الرّامية إلى النّهوض بتراث هذه الأمّة، وتعزيز دعائم المشترك بينها، خدمة للحاضر والمستقبل، ومن أجل بناء جيل معتزّ بدينه وقيمه النّبيلة التي احتضنتها فنونه الجميلة، وحافظت عليها لغته حاضرة منذ انطلاق إشعاعها في هذا الفضاء".
داعيا أحبّة اللّغة العربيّة وجمهور الأدب والثّقافة إلى العمل معا من أجل مزيد من الإبداع واستمرار للإنتاج المعرفيّ خدمة للفكر و تالجمال وصنع فلسفة حضاريّة تجنّب الإنسان مزالق الحروب والصّراعات وتخلق لديه الوعي الرّفيع بالقيم الدّينيّة والوطنيّة.

وقد تمّ تكريم أربع شخصيّات شعريّة موريتانيّة أوصلت القصيدة العربيّة في موريتانيا إلى العالميّة، حيث كرّم مهرجان نواكشوط للشّعر العربيّ أوّلا الشّاعر محمد ولد الطّالب، دبلوماسيّ سابق ومستشار أسبق برئاسة الجمهوريّة، حائز على الوصافة في النّسخة الأولى من مسابقة أمير الشّعراء ، عمل سفيرا لموريتانيا بكلّ من إندونوسيا واليمن، له عدّة دواوين منشورة منها ديوان «اللّيل والأرصفة» وديوان «مئذنة البوح».
وقد كان المكرّم الثّاني الشّاعر سيد محمّد ولد بمب، شارك في عدّة مسابقات شعريّة وأدبيّة أبرزها مسابقة أمير الشّعراء الذي حاز فيها المرتبة الأولى عام 2008.
فيما كان المكرّم الثّالث الشّاعر محمد ولد المحبوبي، وهو مستشار دبلوماسيّ بالإمارات العربيّة المتّحدة، وقانونيّ مختصّ في القانون العامّ والدّراسات الاستراتيجيّة، صدرت له عدّة أعمال أبرزها: "الأنّات الصّامتة"، و"بقيّة من أنخاب الغيب".
وختم التكريمات رابعا مع الشّاعر والإعلاميّ أبوبكر ولد المامي، فائز بجائزة الشّارقة للشّعر الشبابي سنة 2012، صدر له ديوانا شعر : الأوّل بعنوان: "فلتكوني ما أرى"، والثّاني "من يائي إلى ألفي" عن دائرة الثقافة.
كذلك تضمّنت فعّاليّات افتتاح المهرجان معرضا لإصدارات دائرة الثّقافة بالشّارقة، وجديد الأعمال المصدرة خلال هذا العام بالإضافة إلى طيف من الكتب الفكريّة لأبرز الكتّاب الموريتانيّين، وقد وُزّعت خلال هامش المعرض مختلف مطبوعات الدّائرة على المثقّفين والإعلاميّين وجمهور المهرجان الذي تنوّع بين الدّكاترة والأكاديميّين الباحثين والشّعراء والأدباء، وطيف واسع من الإعلاميّين وجمهور عريض من روّاد بيت الشّعر-نواكشوط.

تابعونا