قال وزير الثقافة والشباب والرياضة المختار ولد داهي ان موريتانيا من البلدان التي تدين للعلم والثقافة بالوجود؛ فقبل مئات السنين، وعندما كان حيزنا لا يعدو فضاء صحراويا مفتوحا، تحكمه القبائل والعشائر، كانت بعثاتنا العلمية تجوب كل أصقاع المعمورة؛ إذ أصبحت النسبة إلى "شنقيط" تكفي للدلالة على التبحر العلمي، وفي شتى أجناس المعرفة المتاحة وقتها، ولقد تجاوز صيت علماء شنقيط الفضاء الأفريقي والعربي والمشرقي، إلى الفضاء العالمي
واضاف الوزير في خطاب ألقاه اليوم السبت أمام الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) التي تحتضنها العاصمة الفرنسية باريسان موريتانيا مثلت دائما قناة تواصل وتلاق بين حضارات وشعوب شواطئ المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، وضفاف وأحواض غرب أفريقيا؛ ليخلق هذا المعطى التاريخي الجغرافي وعيا باكرا بالانفتاح الثقافي؛ فَكَما وهبْنا الفعل الحضاري، أخذْنا العطاء الثقافي أيضا؛ لتتشكل حضارة أساسها قبول الآخر واحترامه والتعاطي معه؛ لذلك كنا دائما محل ثقة كل الجيران والشركاء؛ كما كنا ظهيرا ونصيرا للحق والحقيقة؛ لا تدفعنا المصالح ولا الأغراض لتبني المواقف؛ وإنما العدل والإنصاف فقط.. يشهد على ذلك كل تاريخنا الحديث، وكل مواقفنا المسجلة.. لم تكن بوصلتنا غير قيم العدل والمحبة والتسامح والسلام.
واكد ولد داهي ان الشباب - مثل نتيجة اعتبارات موضوعية- مربط الفرس في السياسة التنموية؛ فتم تعزيز التعليم الفني والمهني، كما تمت مأسسة "المشاريع الصغرى" لتفتح آفاقا جديدة تشغيلية للشباب؛ فتم منحهم التمويل والتكوين اللازميْن، من خلال وزارة مستقلة خاصة بهذا المجال.
وفي مجا الاعلام قال الوزير ان الصحافة اليوم في موريتانيا تمارس كامل حريتها؛ مع الوفير من الدعم المادي والمعنوي.. لا أحد اليوم في موريتانيا يساءل أو يحاكم أو يستجوب بسبب رأيه.. لقد حررنا الفضاء السمعي البصري، وسننّا قوانين حماية الصحفيين.. إننا نفعل ذلك قناعة منا أن حرية التعبير هي الطريق الأسلك والأقصر إلى الديمقراطية والتنمية؛ وهما الهدف الأسمى الذي نتشبث به دائما ونسعى إليه.