الإعلامي “تقي الله” ثلاثة عقود من العطاء وصديق شخصي للرئيس غزواني

4. سبتمبر 2019 - 19:32

رغم كل رصيد العميد تقي الله الأدهم المهني والأخلاقي ورغم المستوى العلمي..،  ورغم أن الرجل خدم الوطن من خلال مهنة المتاعب ما يربو على ثلاثة عقود من الزمن ..، فقد تمت إقالته بجرة قلم.
كان الجميع ينتظر، أن يمنح تقي الله الأدهم دكتوراه فخرية وأن يكرم عبر شاشة خدمها قبل أن يعرفها من يتولون أمرها اليوم..
شاشة جاب كل قارات العالم،  كي يوافيها بتقرير عن قمة أو حدث يمت للبلاد بصلة..، لكنه العالم الثالث العلاقات والمزاج أقوى من رصيد العمل والأخلاق وقبل المستوى المعرفي..
حبي لمهنة الصحافة، يحزنني على خروج تقي الله الأدهم  من دائرة صنع القرار في إنتاج التلفزيون الرسمي..لكن معرفتي بعميدنا تجعلني أرتاح لإقالته.
فالرجل كتب منذ أزيد من سنة على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه أصبح مرهقا من مهنة ولجها في يوم مشمس من سنة 1989 كما يقول..
فعلا،  الإعلام مهنة عشقها العميد تقي الله الأدهم  صغيرا ومارسها يافعا وأعطته سرها وملكوتها مبكرا ..
رغم أن الإذاعة الوطنية، في تلك الفترة تزخر بقامات إعلامية كبيرة ومعروفة ، فقد اعتبر الجميع الشاب العشريني تقي الله  ، بصوته الشجي ومستواه العلمي المتميز رغم حداثة سنه ،  إضافة نوعية للمؤسسة.
بدأ العمل ودخل الاستديوهات وتفاعل معه المستمعون عبر برامجه المباشرة والمسجلة.. ونشراته الإخبارية … الشيئ الذي عجل بتسريع إجراءات اكتتابه وترسيمه داخل أقدم مؤسسة إعلامية في البلد.
في هذه المؤسسة مارس العميد تقي الله كل أنماط العمل الإعلامي المسموع .. برامج تفاعلية ومسجلة ، تقارير إخبارية وإنسانية،  تحرير وإعداد النشرات.. وهنا أيضا شارك في الكثير من الدورات التدريبية وتكوينات تحسين الخبرة..
أشرف على تأسيس مجموعة ( F M) التي اعتبرت يومها صرحا إعلاميا جديدا تعززت به الإذاعة الوطنية وأثرى الساحة وعمل على تثقيف المستمعين وتوعيتهم في بداية العهد الديمقراطي..
قاده الطموح إلى التعرف على جزء آخر من مهنة المتاعب ، فقرر الانتقال من الإذاعة في منتصف تسعينات القرن المنصرم ، إلى التلفزة الموريتانية.
هنا بزغ نجمه من جديد عبر كل مفاصل الإعلام المرئي، فكان في طليعة الموفدين لتغطية الأحداث الوطنية الكبرى، وسفيرا للمشاهدين إلى المحافل الدولية لإبراز دور بلاده وموقعها عبر تقارير تجعل المشاهد يعش الحدث وكأنه شاهد عيان..
أعد العميد تقي الله  وأنتج برامج كانت المشاركة فيها شهادة تزكيه..
تعاقبت عليه أنظمة عدة، والبعض منها تربطه به وشائج الدم والجغرافيا، لكنه ظل على مسافة واحدة من الجميع ، محافظا على أخلاقيات المهنة.
رسم صورة مشرقـَة للإعلامي العفيف، فقد تهيأت له الفرص ليأخذ قلمه السيال ويكتب، كما فعل الكثيرون فالمال والمنصب ينتظرانه، لكن أخلاقيات المهنة والتربية كانت كوابحهما أقوى..
تولى عدة مسؤوليات في الإذاعة والتلفزة ، مديرا للبرامج ، مديرا للأخبار،  كان العمل على ما يرام دون أن يلحق ضررا بأي أحد، ما أكسبه ود الجميع: المسؤولين والعمال على حد سواء..
ورغم كل الشهرة فعند الرجل ما يخفيه .. قلة هم الذين يعرفون أن تقي الله شاعر منتج وأنه أديب ذواقة للأدب فصيحه وعاميه..
تحياتي لكل الذين خدموا مع تقي الله ولكل رفقاء دربه..
اعتقد أنها فرصة لأن يتفرغ الشيخ تقي الله لما هو أهم،  ما لا يغني فيه عنه غيره.
في النهاية :
تقي الله مثقف من الطراز الرفيع ،حاصل على الماستر في الفلسفة وأطروحته للدكتوراه قيد الإنجاز.
من مؤلفاته : الطوارق والصحراء _ منشورات مركز الشيخ زايد بأبو ظبي
الإعلامي /المصطفي محمد محمود/ المدير الناشر لوكالة المرابع ميديا للإعلام والإتصال

تابعونا