لا يعير الناس عادة كبير اهتمام لما يقال، أو يكتب في فاتح إبريل من أخبار الهدف منها التندر والتسلية. لكن حين تختار مجموعة سياسية "غامضة" فاتح إبريل لتنشر بيانا حول وقائع تؤولها لتصلح مدخلا لهجوم خطط له منذ شهور في خرجة "مصالح الإبل"، فإن الأمر يتجاوز التندر والتسلية "في سابقة خطيرة من نوعها" في فاتح أبريل!
تنتفض "المجموعة، أو الجماعة، أو التجمع" ضد ما تعده "خروجا سافرا على الترتيبات القانونية والتنظيمية المعمول بها في المجال،..." ولا يكلفون أنفسهم عناء إنارة الرأي العام بإيراد مثال واحد، ولو باستخدام تقنيات فاتح إبريل، من تلك "الترتيبات القانونية والتنظيمية"، التي تمنع سياسيا ينوي خوض حملة انتخابية من القيام بجولة داخل وطنه للتعرف عن قرب على الأوضاع الحقيقية للذين قد يصبح مسؤولا عن شؤونهم خلال شهور! بدلا من ذلك تبرر الجماعة انتفاضتها بأن الجولة تدخل "ضمن ما يشبه حملة رئاسية سابقة لأوانها..." وتنسى "الجماعة" أن "المشبه بالشيء لا يقوى قوته"، فلسنا إذن في حملة انتخابية، وإذا كانت هناك "ترتيبات قانونية وتنظيمية" للحملة الانتخابية، فإن المشرع نسي، وا أسفاه! أن يعطف عليها "ما يشبه حملة رئاسية.."
ولعل ما أثار حفيظة "الجماعة" هو تواجد المرشح "الشخصي بصفة مكشوفة في تجمعات قبلية وعشائرية وجهوية..." "لكل امرئ من دهره ما تعودا". وما كان مرشحنا ممن يتخذ "السواتر" عند ممارسته العمل السياسي، ولا يفاجئنا انزعاج الجماعة من "اللعب على المكشوف". أما حنقهم على القبيلة والعشيرة والجهة فهو الذي منعهم من القيام بجولة تحسيسية لصالح مرشحهم الذي لم يستقروا على هويته بعد!!!
لا تمل "الجماعة" من الاستناد إلى القوانين في حملتها السابقة لأوانها على مرشحنا السيد محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني، مدعية أن القوانين (على الاطلاق!) "تحظر على الجيش توفير وسائله اللوجستية للاستخدام المدني..." وكعادة "الجماعة" لا تذكر أي نص محدد! وتنسى أن وسائل الجيش اللوجستية متمثلة في الهندسة العسكرية استخدمت في مشاريع إنمائية عديدة ذات طابع مدني، مثل شق قناة للري، وجلب المياه الصالحة للشرب إلى مدننا الداخلية، ولم يتم ذلك "بموجب إجراءات التسخير أو لضرورات الطوارئ..." وإنما بموجب عقد بين القطاعات المستفيدة من المشاريع والمؤسسة العسكرية. ونفس الحال تنطبق على تأجير مرشحنا "طائرة مروحية عسكرية... لتحقيق أغراضه السياسية،..."
ينتهي بيان "الجماعة" (En queue de poisson)، فقد قفزوا من المروحية العسكرية، في انتقالة سابقة لأوانها، لينضموا إلى الشركاء المتشاكسين في ولد ببكر، بعد أن كانوا سلما لبرام! وبذلك حققوا إضافة نوعية لفاتح فبراير؛ فقد كانت له سمكة، وأصبح للسمكة رأي سياسي...
الدكتور :اسحاق الكنتي