عقد رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبدالعزيز مساء اليوم الاثنين بانبيكت لحواش ضمن زيارته الحالية للحوض الشرقي اجتماعا مع الأطر والمنتخبين وممثلي روابط المنمين والفاعلين الاجتماعيين بالمقاطعة .
وأفسح رئيس الجمهورية خلال الاجتماع المجال للحضور من أجل طرح أبرز التحديات التي تواجه التنمية في هذه المقاطعة الجديدة، وأبرز المشاكل المطروحة والحلول المقترحة لها والانعكاسات الإيجابية للمشاريع الكبرى التي أطلقتها الدولة في هذه المنطقة التي عانت في فترات سابقة من التهميش تجسيدا لمقاربة الدولة التي تركز على تلازم الأمن والتنمية.
ورحب عمدة بلدية انبيكت لحواش السيد سيد احمد ولد امخيطير، باسم سكان مقاطعة اظهر في بداية الاجتماع، برئيس الجمهورية، معبرا عن امتنانهم بإنشاء مقاطعة اظهر الذي أسهم في تحسين ظروف السكان وربطهم بالحياة المدنية الحديثة.
وطالب العمدة بتعبيد طريق النعمة - انبيكت لحواش، وتفعيل دور شركة "إسكان" في عصرنة المدينة وتأهيل شوارعها الرئيسية.
وعبر المتدخلون، من جانبهم، عن تعلقهم بالنهج الذي تسير عليه البلاد منذ عشر سنوات، والذي كرس قواعد التنمية الشاملة، وجسد على أرض الواقع التلازم بين الأمن والتنمية.
كما ثمن المتدخلون الإنجازات التي تحققت في ولاية الحوض الشرقي وفي مقاطعة اظهر على وجه الخصوص من توفير للماء الشروب، وفك للعزلة، وإطلاق مشاريع تنموية كبرى وتعزيز اللحمة الوطنية، وترقية رعاية النساء والشباب على المستوى الوطني.
وشكر رئيس الجمهورية سكان انبيكت لحواش في رده على مداخلات الحضور، مبينا أن الهدف من هذه الزيارة هو الاطلاع عن قرب على أوضاع المواطنين وتقديم الحلول للمشاكل التي يعانون منها.
وذكر الرئيس بوضع حجر الأساس لهذه المقاطعة سنة 2009 وحرص الدولة على تزويدها بجميع الخدمات سواء منها الكهرباء أو الصحة والتعليم بهدف تجميع السكان وتقريب الخدمات منهم.
ودعا رئيس الجمهورية جميع السكان إلى نبذ التفرقة والابتعاد عن الخلافات الداخلية التي تفرق ولا تجمع وليست في مصلحة الجميع، مشيرا إلى أن ما تم إنجازه من مشاريع تنموية هو ملك للجميع وليس لشخص معين.
وأكد رئيس الجمهورية على أهمية التعليم، موضحا أن أي تقدم أو تنمية لا تنطلق من التعليم تبقى عديمة الفائدة، ولا يمكن أن تحل مشاكل المواطنين، كما أنه لا بد من خلق أرضية لهذا التعليم تنبذ التفرقة وتكون على مسافة واحدة من الجميع.
وأضاف رئيس الجمهورية أن القضاء على الفقر والجهل والمرض منوط برص الصفوف وجذب الأطفال إلى المدارس، مبرزا أن التقري العشوائي من معوقات التنمية البشرية خاصة في بلد مترامي الأطراف مثل موريتانيا.
وأكد أن المشاريع التي تم إنجازها بما فيها توفير الطاقة الكهربائية والمنشآت التعليمية والصحية، وخدمات الماء والكهرباء لا بد من استغلالها بشكل عصري يخدم المصلحة العامة، وذكر في هذا الصدد بأن مصنع النعمة للألبان، والذي يوفر 30 ألف طن، يشكل فرصة للسكان من أجل عقلنة مواردهم الحيوانية واستثمارها فيما يعود بالنفع عليهم.
وحث رئيس الجمهورية في هذا الإطار، الجميع على الاستفادة من هذا المشروع وكذلك مشروع تحسين سلالات الأبقار، مبينا أن ذلك لا يمكن أن يتحقق إلا بنبذ الخلافات السياسية والقبلية التي لا طائل من ورائها، ولم يجْنِ منها مروجوها إلا ضياع الوقت وهدر الطاقات.
وقال إن المشاكل المطروحة ستجد حلولا مناسبة، ومنها تلبية الطلب المتعلق بفتح ثانوية لتعزيز دور الإعدادية والابتدائية الموجودتين بالمقاطعة، كما أن تعبيد الطريق سيتم خلال السنة المقبل، وكذلك جميع المشاكل العامة.
وبخصوص السكن اللائق أوضح الرئيس أن الدولة ستفكر في حلول مناسبة في هذا الصدد، مشيرا إلى أن شركة إسكان أنفقت ما بين 13 مليون و16 مليون للسكن في مقاطعة الشامي، وهو ما لا ينطبق على هذه المنطقة النائية، وهو ما يجعل الدولة تفكر في حل مناسب لمقاطعة اظهر.
وبين رئيس الجمهورية بخصوص الترشحات في الانتخابات المقبلة، أن من يساند هذا النظام ونهجه عليه أن يصوت للاتحاد من أجل الجمهورية، وأن كل من يترشح من حزب آخر ليس مع النظام ولا مع الرئيس، وأن صناديق الاقتراع هي الحكم في ذلك كله.
وأضاف أن من يطالب بمأمورية ثالثة أو رابعة عليه أن ينهج هذا النهج ويصوت لجميع لوائح الحزب بدون انتقائية أو تمييز، وهو ما يعني أن من ينتمي للحزب الحاكم عليه أن يصوت لجميع لوائحه الوطنية والنسائية والجهوية والبلدية، مبينا أن اختيار حزب الاتحاد من أجل الجمهورية ينبغي أن يكون هو هدف الجميع.
وحضر الاجتماع والي ولاية الحوض الشرقي، ووزيرة الزراعة، ومدير ديوان رئيس الجمهورية، ومستشار ومكلف بمهمة في رئاسة الجمهورية.