يبدأ الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون زيارة إلى موريتانيا 2 يوليو المقبل، بالتزامن مع انتهاء أعمال القمة الإفريقية التى ستحتضنها العاصمة نواكشوط. وسيجرى الرئيس الفرنسي خلال هذه الزيارة مباحثات مع نظيره الموريتاني محمد ولد عبد العزيز حول بعض الملفات الدولية خاصة الرهان الأمني والدولي.
وهو التحدي الذي يعتبر من أولي أولويات البرنامج المجتمعي لماكرون، الذي اخد علي نفسه امام الفرنسيين ابان ترشحه العهد بتخليص فرنسا النهائي من شبح الهجمات الإرهابية التي ارعبت بلاده وزعزعت امنها في السنوات الاخيرة مخلفة مئات الارواح في صفوف المدنيين.
وهو الرهان الذي يبدو رفعه مستحيلا اذا لم يتم استئصال منابع الإرهاب في غرب افريقيا وقهر الجهاديين و القاعدة في المغرب العربي الإسلامي.
وهو أيضا الأمر المستحيل دون الرئيس الموريتاني الحالي محمد ولد عبد العزيز الذي قهر الارهاب والجريمة العابرة للصحراء و شبكات المخدرات.
ويعتبر ولد العزيز ايضا صاحب المبادرة الفريدة من نوعها الا وهي تشكيل قوة الساحل المشتركة التي بذل ماكرون من اجلها الغالي والنفيس لتستفيد من التمويلات الضرورية للقيام بمهامها الأمنية و الإقليمية والدولية.
وهي أمور مجتمعة كلها تجعل من ولد عبد العزيز المحرك الذي لابديل له في مهمة رفع التحدي الامني وبالتالي الضرورة في التمسك به والمطالبة الإقليمية والدولية و دعمه من اجل البقاء في السلطة، بحجة أن تركه للحكم سيؤدي يدون شك الي انهيار المكاسب الامنية العظيمة التي تحققت في ظل حكمه.
وهو ما قد يؤدي الي الرجوع الي المربع الاول والي انعدام الامن و تقلقل الارهابيين في عواصم دول غرب افريقيا و اروبا مع انتشار شبكات المخدرات و حتي لا قدر الله الي اندلاع الحروب الاهلية بسبب هشاشة الانظمة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و حتي الصراعات بين المكونات في البلد الواحد.
وتعرف فرنسا بوزنها الثقيل في وصول الرؤساء الي الحكم حيث من المستحيل ان يصل رئيس الي سدة الحكم دون ان يكون لها ضلع كبير في الامر.
وجدير بالذكر ان زيارة ماكرون تعتبر هى الأولى لرئيس فرنسا لموريتانيا منذ 21 عاما، حيث تعد زيارة جاك شيراك فى 1997، هى آخر زيارة لرئيس فرنسى للبلاد خلال حكم الرئيس الموريتانى الأسبق معاوية ولد الطايع.
واستقبلت أن موريتانيا منذ استقلالها 4 رؤساء فرنسيين كان أولهم الرئيس شارل ديجول عام 1959 واستقبله الرئيس المختار ولد داداه، وفى فبراير 1971 زار جورج بومبيدو موريتانيا واستقبله الرئيس المختار ولد داداه، فيما زار الرئيس فرانسوا ميتران عام 1982 موريتانيا واستقبله الرئيس محمد خونه ولد هيداله
التحرير