تفاصيل اللحظات الاخيرة في حياة الصحفي الكبير عثمان ولد احويبيب رحمه الله

16. مارس 2018 - 9:27

أعلن اليوم في العاصمة نواكشوط عن رحيل الاعلامي المخضرم والصحفي الشهير بإذاعة موريتانيا عثمان ولد أحوبيب وذلك بمبنى الاذاعة الوطنية حيث يعمل و بشكل مفاجئ. الراحل وصل صباح اليوم بشكل مبكر كعادته الى مقر عمله بالاذاعة التي خدمها لاكثر من 30 سنة قبل ان يتقاعد قبل مايزيد على سنتين من الان . بعد وصوله صباح اليوم الى مبنى الاذاعة غادرها متوجها الى مبنى التلفزيون حيث كان يبحث عن تعاون هناك في قسم التحرير الفرنسي منذ ايام خاصة في ظل النقص الملاحظ في عدد افراد هذا القسم . الراحل جلس لبرهة يتبادل اطراف الحديث مع بعض زملائه من الصحفيين والفنيين بالتلفزة الموريتانية وذلك قي حدود الساعة العاشرة قبل ان يغادر المبنى عائدا الى اذاعة موريتانيا دلف الراحل الى مبنى الاذاعة موزعا التحية بوجه البشوش وثغره الباسم على من التقاهم من زملائه كعادته قبل الى يتجه الى احد الاجهزة الاكترونية التابعة للموقع الاكتروني للاذاعة . تابع على عجل جديد الاخبار عبر بعض المواقع الاكترونية المحلية وذلك في انتظار المشاركة في اعداد عناصر نشرة الظهيرة باللغة الفرنسية . بعد تصفحه لبعض المواقع واثناء عبوره الممر الرئيسي المقابل للاستديوهات وقع فجأة ليرتطم وجهه بقوة برخام الممر وذلك قيب ان ينتبه اليه بعض الزملاء الذين كانوا على مقربة منه ويهرعوا الى اسعافه . وبعد ان تأكد لزملاء الراحل ان حالته غير طبيعية حملوه على عجل الى قسم الحالات المستعجلة بمركز الاستطباب الوطني الذي اكد لهم وفاته. الراحل هو احد الاطر والكفاءات الاعلامية النادرة في موريتانيا وعلى وجه الخصوص بالاذاعة الوطنية التي شغل بها عدة مناصب سامية. يحسب للمرحوم - بإذن الله - انشاء اول محظة جهوية لاذاعة موريتانيا وذلك بالعاصمة الاقتصادية نواذيبو حيث كون الراحل الأطقم الموجودة حاليا وكان الأب و المؤطر والصحفي لها في سلوك مثالي يعترف به كل من عمل في المحطة خلال ايام النشأة حيث عين مديرا لها لسنوات عديدة قبل ان يغادر العاصمة الاقتصادية الى انواكشوط بعد ان اسس محطة اذاعيو نموذجية استطاعت بفضل جهود الرجل ان تستقطب اهتمام ساكنة المدينة العمالية وتشاركهم همومهم اليومية . بعد النجاح الكبير الذي اظهره الرجل خلال السنوات التي قضاها بالعاصمة الاقتصادية قررت الادارة العامة الاستعانة به في الاذاعة الام وذلك الادارة عدة قطاعات حيوية و الاشراف على ملفات فنية مهمة . وكان الفقيد حسب -انواذيبو انفو - قد قرر الالتحاق بالإذاعة في نهاية السبعينيات وبالتحديد 1978 بعد أن غادر صحيفة الشعب وأجرت الإذاعة امتحانا آنذاك كان ولد أحوبيب ضمن الناجحين فيه ودخل إلى المؤسسة. مغادرة ولد أحوبيب للصحيفة الحكومية لم يكن نابعا من فراغ بل نتيجة تقرير أعده في تلك الفترة عن الأدوية وأغضب وزارة الصحة وذهبت تحقق فيه لتكتشف أن التقرير كان سليما وبعدها أطاح الوزير بالعديد من مديريه في الوزارة وبعد ذلك بدأ الضغط في تلك الفترة على مدير الصحيفة ليغادر الراحل الصحيفة الرسمية في تلك الفترة. بدا مسار الراحل في الإذاعة مطلع الثمانينات وكان من ضمن الكفاءات الوطنية التي تخدم في الإذاعة وواكب مختلف مدرائها إلى أن تقاعد منها في 2014. كان الراحل دوما مايكرر على الصحفيين أن المهنة تحتاج ايمانا قويا بها ، وقدرة على كشف الحقيقة والتقيد بضوابط وأدبيات فالصحفي ليس سياسي. واصل الراحل تعاونه مع الإذاعة بالرغم من أنها لم تسو وضعيته ولم تعطه كامل حقوقه لكنه ظل صابرا ولم يثر القضية. تعلق الراحل مهنة صاحب الجلالة وخدمها طيلة حياته ،وظل دوما يناضل ويكافح في سبيل تطويرها والرقي بها إلى أن وافاه الأجل المحتوم زوال الخميس 15 مارس 2018 وفي مبني الإذاعة الوطنية حيث تم الصلاة عليه بمسجد طلحة المعروف ب( مسجد الرابع والعشرين ). حكاية وفصول قصة رجل ترك أثرا وذكرى طيبة فتشعر وأنت تجالس الرجل وهو العميد والأستاذ بالأريحية والتواضع فهو مدرسة في التواضع والأخلاق رحم الله العميد عثمان ولد أحوبيب وأسكنه فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون.

تابعونا