موريتانيا: احتجاجات على اعتقال شباب معارضين رفعوا العلَم القديم

19. ديسمبر 2017 - 9:50

 احتجت المعارضة الموريتانية أمس ، على اعتقال الشرطة الموريتانية ستة نشطاء شباب بسبب رفعهم العلم القديم (علم الاستقلال كما تسميه المعارضة)، خلال مسيرة نظمتها المعارضة قبل يومين.
وبدأت الدوائر الرسمية الموريتانية أواخر تشرين الثاني / نوفمبر الماضي العمل بالعلم الجديد الذي هو القديم نفسه بلونيه الأخضر والذهبي، مع إضافة شريطين أحمرين من الأعلى والأسفل، غير أن المعارضة الموريتانية ترفض الاعتراف بالعلم الجديد وتواصل رفعها واعترافها فقط بالعلم القديم.
وأكدت الموريتانية في بيان وزعته حول اعتقال نشطائها «أن الشرطة تواصل لليوم الثالث اعتقالها لكل محمد ولد الدحان والشيخ ولد مزيد القياديين في حركة «محال تغيير الدستور»، كما أوقفت الشيخ ديابيرا، وعباس دياكتنا (من حركة لا تلمس جنسيتي)، ومريم منت ابيليل، وأبو بكر ولد البو وهما ناشطان معارضان». 
وأوضحت المعارضة في بيانها «أن اعتقال هؤلاء الشباب في تظاهرة مرخصة يشكل اعتداء على الحريات وإمعانا في القمع والاستفزاز، وتضييقا على الحريات ومصادرة للرأي وحرية التعبير».
أما القيادي المعارض المحامي لو غورمو فقد دوّن كاتبًا «لا يمكن قانونا منع أي مواطن من رفع العلم القديم إلا إذا صدر قانون يمنع اللونين الأخضر والأصفر».
«إن المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة، يضيف البيان، إذ يستنكر بشدة هذه الأساليب الخارجة على القانون، ليدين اعتقال هؤلاء المناضلين ويطالب بإطلاق سراحهم فورا».
وأوضحت المعارضة «أن اعتقال نشطائها تم بصورة استفزازية في أثناء المهرجان ومن طرف رجال من الشرطة يرتدون الزي المدني تسللوا داخل الجماهير».
وأكدت أنها «تستنكر مثل هذه الأعمال الاستفزازية وغير المسؤولة لما يمكن أن تتسبب فيه من ردات الفعل غير المحسوبة لولا انضباط جماهير المعارضة وتحلي قادتها بروح المسؤولية».
وفي بيان آخر، أكد حزب اللقاء الديمقراطي الوطني «أن اعتقال شباب المعارضة لدى الشرطة الموريتانية منذ مساء السبت، اعتداء على الحريات العامة وتكريسا لسلطة الفرد».»
وطالب بإطلاق سراح الشباب المعتقلين فورا، مضيفا «أن النظام كشف عن معدنه وطبيعته الاستبدادية، عند ما سلط زبانيته على جمع من المناضلين الشرفاء، كانوا ضمن نشاط، نظمته قوى أساسية في المعارضة الوطنية، يحتج على واقع البلاد ويؤكد تشبث الشعب الموريتاني بعلم الاستقلال، الذي أحبه الجميع وسعى النظام إلى فرض غيره بالإكراه، عن طريق عملية تزوير قابلة لأن تحتل الصدارة في سجل «غينس» كأبشع تزوير».
وشدد الحزب على «أن الشباب المعتقلين لا ذنب لهم، سوى أنهم رفعوا علم البلد، خلال نشاطهم المعارض».
وضمن تفاعل المدونين مع الشباب المعتقلين كتب المدون البارز محمد الأمين الفاضل «رفعوا العلم الجديد قبل الاستفتاء في مناسبات شبه رسمية، ولما رفع بعض الشباب المعارض علم الاستقلال في مسيرة شعبية قالوا: حاكموهم، عاقبوهم، طبقوا عليهم القانون».
وأضاف «…عن أي قانون تتحدثون يا هؤلاء؟، هل هو القانون الذي احترمتموه في فجر السادس من آب / أغسطس 2008؟، وهل هو القانون الذي احترمتموه لما أطلقتم المبادرات الداعية لمأمورية ثالثة، أي لتجاوز المواد الأكثر تحصينا في الدستور الموريتاني؟، وهل هو القانون الذي احترمتموه لما قررتم تغيير رموز الوطن في ظل جو غير توافقي؟، وهل هو القانون الذي احترمتموه لما قررتم أن تتمادوا في تعديلات دستورية سد مجلس الشيوخ الطريق الدستوري إليها من خلال تصويت 33 شيخا بـ «لا»؟»، وهل هو القانون الذي احترمتموه لما قررتم أن تنظموا استفتاءً شهد تزويرا غير مسبوق قاطعه أغلب الشعب الموريتاني؟».
هذا ولم تصدر الشرطة الموريتانية ولا النيابة العامة أي توضيحات عن اعتقال مجموعة الشباب المعارضين.
وتسعى السلطات لفرض احترام المواطنين للعلم الجديد الذي زيدت ألوانه ضمن تعديلات دستورية أقرها الاستفتاء الشعبي الذي نظم في الخامس من أغسطس/آب الماضي وهو الاستفتاء الذي قاطعته المعارضة وأعلنت رفضها لنتائجه جملة وتفصيلا.

القدس العربي