تعليقا على خطاب الرئيس محمد ولد عبد العزيز اليوم في أبوجابنيجيريا، كتب المدون الموريتاني الكبير محمد اسحاق الكنتي المعروف بولائه للرئيس الحالي لبلاده تدوينة موجزة تحت عنوان "الهوية أولا"؛ قال فيها :
" (...) هذا الخطاب بلسان عربي مبين يضع لبنة جديدة في صرح إعادة التأسيس على قواعد وطنية..."
وقد لقيت التدوينة في ظرف الساعة الأولى من نشرها صدى واسعا : ما يقارب 150 إعجابا؛ وعشرات التعليقات... مما يعني أنها أثارت اهتماما كبيرا لدى رواد الفيس بوك.
وكما هو مألوف في خرجات الكنتي الإعلامية، التي لا يتردد عادة فيها في إبداء مواقفه السياسية وفي تحدي الخصوم السياسيين للطرف الذي ينتمي إليه، فإن ردود الفعل هذه المرة لم تشذ عن سابقاتها : امتازت بتباينها الشديد. المؤيدون والمناوئون لم يبخلوا جهدا من جديد ليجعلوا من صفحة المدون فضاء جدليا تتفاوت قيمة المشاركات التي يحتضنها.
فإن كان البعض لا ينأى عن السطحية واستخدام لغة وأساليب لا تليق أحيانا بالمقام، فإن جل المتدخلين كانوا على مستوى راق من المسؤولية ومن العمق الفكري .. مع الطرافة أحيانا. فقد كانت الحوارات التي تجري بين بعضهم ممتعة.
والممتع ايضا في هذا الجدل وغيره أن صاحب الصفحة لا يمحو أي تعليق خلافا لكثير من المدونين الآخرين الذين يسارعون إلى إزالة اي تعليق لا يرضيهم يتم نشره على صفحاتهم. مما يجعل من صفحة الكنتي مرآة عاكسة تعطي فكرة لا يستهان بها عن مستوى النقاش السياسي في البلاد.
النص الكامل لتدوينة الكنتي:
" خطاب فخامة الرئيس السيد محمد ولد عبد العزيز أمام رؤساء دول المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا يحمل رسالة واضحة.. التعاون الاقتصادي لا يفرض الاندماج الثقافي. فدول المنظمة الناطقة بالانجليزية، او غيرها تحافظ على ثقافتها، كما نحافظ نحن على لغتنا وثقافتنا العربية. نحن ننتمي الى غرب افريقيا الجغرافية والاقتصادية، لكننا ننتمي الى شمال القارة ثقافيا. رسالة واضحة الى الذين يحنون الى ماضي ضياع الهوية حين فرض علينا الانتماء للغة وثقافة غريبتين علينا من اجل همزة من همزات الشياطين تقطعنا من جذورنا لتصلنا برطانة جاءت مع رياح الجنوب المحملة بالغرباء على القارة بشرة ولغة وثقافة... هذا الخطاب بلسان عربي مبين يضع لبنة جديدة في صرح إعادة التأسيس على قواعد وطنية..."