تزامنت الحادثتان تقريبا: الأولى في موريتانيا، وهي اعتراض الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد عبد الكريم العيسى، على وجود كاميرا «قناة الجزيرة» أمامه وهو يلقي كلمته في الدورة الثلاثين للمؤتمر الدُّولي للسيرة النبوية، أما الثانية فهي سحب السلطات السعودية رواية «الحدقي» للكاتب والإعلامي الموريتاني في قناة «الجزيرة» أحمد فال ولد الدين، من معرض جدة للكتاب.
كثر اللغط في الحادثة الأولى حيث أحرج العيسى الجهة الموريتانية المنظمة للمؤتمر، ودفعها لأن تطلب من مصور الجزيرة سحب ميكروفونه من المنصة، وهكذا لم يتردد المصور، فجمع آلته وأسلاكه وكاميرته وغادر القاعة.
لم يترك المدونون الموريتانيون هذا التصرف يمر فأمطروا صفحات التواصل بانتقادات للعيسى وللمملكة العربية السعودية.
وثار جدل كبير بين من يقول إن مصور الجزيرة قد طرد من طرف الوفد السعودي ومن ينفي ذلك.
وأكد مولاي ابحيده مدير موقع «28 نوفمبر» في تدوينة له «الجزيرة لم تطرد من طرف التجمع الثقافي الإسلامي، فما حصل أن الأمين العام «لرابطة العالم الإسلامي» طلب من الجهة المنظمة رغبته في عدم تصوير كلمته شخصيا من القناة، وحاول المنظمون تحت إكراهات التنظيم والتنسيق دعوة القناة إلى تحاشي الكلمة أو تغطية الميكروفون تحايلا عليه في أثناء خطابه وهو ما رفضه المصور وقرر المغادرة. وحق له!».
وقال «الجزيرة مباشر تمت دعوتها من طرف التجمع الثقافي الإسلامي وشكلت رغبة الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي أو رابطة (ملوك السعودية) في إبعادها عن خطابه إحراجا كبيرا للتجمع المنفتح على الإعلام».
وكتب المدون البارز أحمدو الأمين الغزالي «طرد قناة الجزيرة ومنعها من تغطية نشاط في قصر المؤتمرات تصرف لا يليق؛ دعونا من التخندق واستنساخ الصراع العقيم بين الإخوة/الأعداء في الخليج».
وعلق المدون أحمد محمد الأمين قائلا «هذا التصرف مناف لقيم الاعتدال والوسطية وهو امتداد للصراعات العربية العربية التي بدأت تتوسع في حلقات ضيقة، مع الأسف».
وانشغل المدونون أمس كذلك بحادثة سحب السلطات السعودية لرواية «الحدقي» للكاتب والإعلامي الموريتاني في قناة الجزيرة أحمد فال ولد الدين، من معرض جدة للكتاب.
ووصف ولد الدين في تدوينة عبر حسابه على فيسبوك، سحب روايته بأنه «خنق للكلمات».
وأضاف «سحبت السلطات السعودية اليوم روايتي الجديدة «الحدقي» من معرض جدة للكتاب، إن خنق الكلمات وكسر الأقلام ليس ظاهرة جديدة في تلك الربوع الحبيبة، لكنها ظاهرة تزداد حدة كل يوم، ويمكن للراغبين في الرواية اقتناؤها من «جملون» خلال أربعة أيام».
وصدرت رواية «الحدقي» وهي رواية تاريخية، أخيرا عن دار مسكلياني في تونس في 440 صفحة، وتعرض الرواية حياة الأديب النقادة، والاجتماعي الناثر أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ.
وتستند الرواية إلى قصة واقعية، يضعها المؤلف في سبيكة سردية واحدة مع قصص ووقائع من نسج خياله لتأثيث عالم البنية الروائية، بما يضفي صبغة تشويقية على الأحداث ويورط القارئ في لعبة ممتعة مربكة.