اتهم رئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية أحمد ولد داداه الجيش الموريتاني يستخدم كمليشيا، معتبرا أن هذا خطير على موريتانيا وعلى الجيش وأضاف "الجيش اليوم يستخدم كمليشيا لترجيح كفة سياسية ضد أخرى ، وهذا لا يليق به وبدوره ، الجيش يضم خيرة أبناء موريتانيا الذين يحمونها بدمهم وبحياتهم ، بالتالي لا يليق أن يستخدم كمليشيا، لأنه فوق الجميع ، وأنا حين أقول هذا الكلام لا أتهم كافة أفراد الجيش، بل أرى أنه يتم استخدامهم تحت بند الطاعة والانضباط من طرف رأس النظام" حسب تعبيره
وأضاف ولد داداه في مقابلة مع صحيفة الصدى " الجيش مهمته حماية الحدود والسيادة الوطنية؛ وحتى إذا افترضنا جدلا أن الظروف حتمت عليه التدخل لتصحيح وضع البلاد، فعليه أن ينظم انتخابات نزيهة في أسرع وقت ، ويسلم السلطة لمن حصل على الأغلبية، ويرجع لمكانه ومكانته المرموقة في الثكنات، و خطوة كهذه ستكون جميلة بالنسبة له وجيدة له ولسمعته وستعطيه معنويات مرتفعة إلى عنان السماء ، وسيكسب بها إجماع الشعب ، والنخب السياسية كلها" حسب وصفه.
الجيش الحالي مفعول به
وشدد ولد داداه على أن "الجيش ركيزة أساسية من ركائز الدولة ، وبينه ميثاق دم مع الشعب الموريتاني لأنه يدافع بدمه عن الشعب وهو الضامن لحماية الحدود والحوزة الترابية للبلاد والسيادة الوطنية ، معنى ذلك أن الجيش في الوضع الطبيعي يجب أن يكون فوق كل الاعتبارات ، وتكون كل القوى السياسية بمختلف مشاربها تمشي خلفه و أمامه في مهامه الوطنية النبيلة" على حد تعبيره
ووصف ولد داداه الجيش الحالي بأنه مفعول به قائلا" لكن للأسف الشديد الجيش مفعول به ، كغيره من المؤسسات الوطنية (موكل بيدين ماهم أيديه) لأنه يزج به في الصراعات ، و التجاذبات السياسية التي لا تدخل ضمن مهامه السامية النبيلة، وهذه الوضعية المؤسفة جعلت جيشنا الوطني في وضع غير مريح فهو لم يترك لحاله ومهامه السامية كي يكون محل اجماع لدى كل الاطياف السياسية" حسب وصفه.
تهميش لبعض قادة الجيش
واتهم ولد داداه بعض كبار القادة في الجيش بأنهم "يمارسون العمل السياسي علنا، ويدخلون في التجاذبات السياسية التي تشهدها الساحة ، ونرى أخطر من ذلك قادة وضباطا مشهود لهم بالخبرة والنزاهة، مهمشين ومبعدين عن تولي المسؤوليات الحساسة والمهمة في الجيش، لأنهم رفضوا الدخول فيما لا يعنيهم، ويرفضون الزج بالجيش في المعترك السياسي، و الأخطر من كل ذلك أصبح بعض المتنفذين في الجيش يمارسون هجوما مشينا على الوسائل المادية ، وهذه في الحقيقة كلها أمور خطيرة ، تشغل الجيش عن مهمته الأساسية النبيلة التي ارتبط مع الشعب الموريتاني بميثاق دم حولها ، وهذه الوضعية خلقت نوعا من عدم الانسجام و التذمر داخل الجيش ، ونحن في الحقيقة نحتاج لجيشنا كاملا، ولدوره السامي ونحتاج أكثر لأن يكون جيشنا محل إجماع و فوق الجميع" على حد تعبيره
مطالب لبعض أفراد الجيش
وطالب ولد داداه بامتيازات خاصة لأفراد الجيش المتوجدين على الثغور قائلا "المتواجدون على الجبهات والثغور يجب أن تكون هناك عناية خاصة بأسرهم وأطفالهم من حيث التدريس والصحة والتأمين الغذائي، لكي يبلوا هؤلاء بلاء حسنا، ولا يشغلهم التفكير في وضع أسرهم عن الأداء الفعال في الميادين والجبهات والثغور، كما يجب أن تكون هناك عناية خاصة بالأرامل والمتقاعدين والمعاقين، لأنهم قدموا حياتهم من أجل الوطن، وفي خدمة العلم، ويجب أن يتم التعويض لهم رغم أن روح التضحية لا تعوض".
البلد يعيش ظروفا صعبة
وشدد ولد داداه أن "البلد اليوم يعيش ظروفا صعبة جدا على كل المستويات" مضيفا "على الصعيد السياسي هناك أساليب وممارسات دأب عليها الرئيس محمد ولد عبد العزيز ، تتنافى تماما مع أخلاقيات أهل هذه البلاد ، التي عرف عنها التعامل الطيب والاحترام المتبادل بين سكانها، وتهذيب في الألفاظ المستخدمة بين الناس في النقاشات العمومية" حسب تعبيره
ثقافة ولد عبد العزيز غريبة على المجتمع
واتهم ولد داداه الرئيس محمد ولد عبد العزيز بأن "ثقافته غريبة على المجتمع وخطاباته تطفح بالاتهامات و النعوت المشينة (ماه طايبه) والكلام الساقط ، فهو يعتمد أسلوبا يفتقر كل الافتقار للمسؤولية، ولكن لا غرابة في كل ذلك لأن المثل يقول من جهل شيئا عاداه" حسب تعبير ولد داداه
واعتبر ولد داداه أن "كل سياسات النظام فاشلة في نظرنا ،سواء منها تسييره للعلاقات الدبلوماسية مع دول الجوار أو تسيير الثروات الوطنية" حسب تعبيره
مضيفا " تسيير فاشل ومطبوع بالارتجالية وعدم وضوح الرؤية والرشوة التي أصبحت سرطانا مستشريا في جسم الدولة ينهك مواردها الاقتصادية، ولا تسلم منه مصالح الناس" على حد وصفه
ولد عبد العزيز لا يؤمن بالحوار
وأكد ولد داداه أن الرئيس "محمد ولد عبد العزيز لا يؤمن بالحوار ، ومن يريد الاقتراب منه عليه أن يكون بلا رأي ، ومما يروى عنه في هذا الإطار أن أحزاب الموالاة شكت له عدم تشاوره معها، فرد عليها ولد عبد العزيز بأن سأل رئيس الحزب الحاكم قائلا هل استشرتك يوما أو سألتك عن أي شي ، قال رئيس الحزب لا فخامة الرئيس" على حد تعبيره.
لن ينجو أحد من المساءلة
ولد داداه قال بأنه في المستقبل لن ينجو أحد من المسائلة واصفا صفقة مطار أم التونسي بالغامضة وقال: "صفقة المطار الدولي الغامضة حتى الآن والتي عندما تستمع لكلام الحكومة حولها تجده حقيقة غير مقنع ، فالمطار حتى الآن لا أحد يعرف سعره وكم كلف الدولة ، ومضحك جدا أن تبني مطار بمبادلات بقطع أرضية هنا وهناك ، فهذه صفقة غريبة ومثيرة ، ولكن يجب التنبيه أنه حالم جدا من يظن أنه سينجو من المسائلة في هذه القضية ، فيوما ما ستقوم الدولة بدراسة تقييم ومقارنة بين التكاليف الحقيقية للمطار وبين قيمة الأراضي التي منحت مقابله ، وهذه دراسة سهلة يمكن أن يقوم بها أي مبتدإ في المجال الاقتصادي ، والمثل الشعبي يقول “(اللي مدرك بالايام عريان)