لم يعد يصدق على واقع الشعب الموريتاني اليوم وحكومته غير أن كليهما أصبح في واد، فالحكومة في واد المال والشعب في واد المعاناة، الحكومة التي كان من المفترض أن تجعل معاناة الشعب نصب عينيها وتمنحه الاهتمام الكبير، وتقف معه في مختلف معاناته، وخصوصا قبيل هذا العام الذي ينذر بالجفاف، ذهبت بعيدا من ذلك وجعلت من جمع المال قبلة لها، حتى أن أغلب أعضاء الحكومة بات متورطا بما يعرف بتسجيلات ولد غده حسب مصادر إعلامية.
وقد لاحظ بعض المراقبين أوجه اختلاف بين الحكومة وولد عبد العزيز حيث أن الحكومة لا تهتم بغير الأغنياء وجمع المال وما يقرب إليهم من قول أو عمل، بخلاف ولد عبد العزيز، الذي ما فتئ يتقرب من الفقراء والضعفاء، ويفسح لهم المجال في مختلف اللقاءات التي يبرز فيها للاعلام.
ضف إلى ذلك أن الحكومة باتت تتجاهل معاناة الشعب، ووتجاوز الفقراء وأحوالهم إلى الأغنياء، حتى أطلق عليها بعض المراقبين "حكومة الأغنياء" و حتى لم يبق للرئيس من خيار سوى أن يباشر معاناة الشعب بنفسه دون أية واسطة، وليست الزيارات التي يؤديها رئيس الجمهورية لمختلف ولايات الوطن وتطلعه الدؤوب على مختلف منشآت الدولة، ولقاؤه لمختلف الشكاوي من المظلومين وذوي الفاقة، سوى أدلة قاطعة على وثوق الشعب في الرئيس وعجز أعضاء الحكومة عن قضاء حوائجه .
وحسب بعض المراقبين والمتتبعين للشأن السياسي فإن الحكومة الحالية هي أسوء حكومة عرفتها موريتانيا منذ نشأتها، بدءا بوزيرها الأول الفاشل الذي لا يخدم غير ذاته ومصالحه الخاصة، وزرع الخلافات بين السياسيين والداعمين لولد عبد العزيز.
فعلا لقد أصبحت الحكومة الموريتانية في واد المال والأغنياء وجمع الأموال وكنزها، والشعب مقيم بواد المعاناة والألم، فليس أمام رئيس الجمهورية اليوم غير خيارين إما أن يختار الشعب وإنما أن يختار الحكومة.
اتلاتيك ميديا