مقتل الجنود الأمريكيين في غرب النيجر.. قراءة في الاحتمالات..

5. أكتوبر 2017 - 16:51

أنواكشوط "موريتانيا الحدث " :

- تعرضت مساء أمس الأربعاء دورية مشتركة بين القوات الخاصة الأمريكية والنيجرية (النيجر) لكمين، قرب الحدود المالية النيجرية، أسفر عن سقوط ثمانية قتلى بينهم ثلاثة أمريكيين، وإصابة اثنين آخرين من القوات الخاصة الأمريكية، حسب الحصيلة المعلنة رسميا.
وقد أثار هذا الحادث جدلا إعلاميا كبيرا، إذ تعتبر هذه المرة الأولى التي يكشف فيها النقاب عن وجود عسكري أمريكي على الأرض في المنطقة، كما أن وقوع القوات الخاصة الأمريكية خلال أول مهمة لها في المنطقة، في كمين من هذا القبيل وسقوط ضحايا في صفوفها، يطرح أكثر من سؤال حول مستقبل أنشطتها في المنطقة، وحضورها سابقا، وما إذا كانت قد شاركت سرا في عمليات خاصة على الأراضي المالية أو النيجرية.
وقد سارع المحللون إلى الخوض في كل الاحتمالات التي قد تقود إلى الجهة  يمكن أن تتهم بالمسؤولية عن الهجوم، وهو أمر لا تتطلب قراءته كبير عناء، لدى العارفين بالمنطقة وبالتوزيع الجغرافي للحركات الجهادية التي تنشط فيها، إذ من المعلوم أن منطقة جنوب غرب النيجر المحاذية للحدود مع مالي، تعتبر مركزا لنشاط مجموعتين اثنتين، هما:
جماعة الدولة الإسلامية في مالي، بقيادة عدنان أبو الوليد الصحراوي، وهي جماعة انفصلت عن تنظيم المرابطون سنة 2015، وبايعت تنظيم الدولة الإسلامية بزعامة أبو بكر البغدادي، وسبق لها أن نفذت عدة عمليات في مالي والنيجر وبركنافاصو، وينتمي معظم عناصرها لبقيا ما كان يعرف بجماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا التي تم حلها سنة 2013 عشية اندماجها مع جماعة الملثمون في تنظيم واحد هو "جماعة المرابطون" وأغلب مقاتليها حاليا هم من قبائل الفلان في غرب النيجر. ومن المرجح أن تكون جماعة أبو الوليد الصحراوي هي المسؤولة عن الهجوم.
الجماعة الثانية التي تنشط في المنطقة، ولن تتأخر عن مهاجمة الأمريكيين والنيجريين متى ما أتيحت لها الفرصة، فهي "جماعة المرابطون" المنضوية تحت لواء جماعة نصرة الإسلام والمسلمين بقيادة إياد أغ غالي، ويتولى قيادة جماعة المرابطون حاليا "الحسن الأنصاري" بمعية "أبو دجانة القصيمي"، في ظل الحديث غياب طويل لقائدها ومؤسسها المختار بلمختار إلى ليبيا.
وينشط عناصر جماعة المرابطون في منطقة "غاو الكبرى"، وهي منطقة تمتد بين مدينة غاوا ومنيكا باتجاه الحدود مع النيجر وبركنفاصو، وتتألف من عناصر أغلبهم ينتمون لسكان المنطقة من الفلان والعرب والطوارق.
أما باقي الجماعات التي يتحدث بعض المحللين عن احتمال مسؤوليتها عن الهجوم، رغم أن المعطيات الميدانية لا تشفع لذلك، فهي "إمارة الصحراء الكبرى" بقيادة يحيى أبو الهمام، ويتركز نشاطها في القسم الغربي من منطقة أزواد (منطقة تمبكتو الكبرى) وبعض مناطق آدرار الافوغاس، وكذلك "جماعة أنصار الدين" التي تنشط في مناطق أقصى الشمال والشمال الشرقي لأزواد، وجماعة كتائب تحرير ماسينا بقيادة محمد كوفا، ويتمركز نشاطها في منطقة وسط وغرب مالي، هذا فضلا عن جماعة "أنصار لإسلام في بركنافصو" بقياد إبراهيم ملام جيكو، التي يتركز نشاطها في شمال بركنفاصو.

محمد محمود أبو المعالي

تابعونا