انواكشوط "موريتانيا الحدث " :
- نجح علماء التكنولوجيا أخيراً في ابتكار أحدث صرعات الإنسان الآلي، حيث أنتجوا «روبوت» يمكنه مساعدة الأشخاص العاديين والمسؤولين السياسيين على اتخاذ القرارات المناسبة بما في ذلك التصويت في أي انتخابات أو قرارات يتم التصويت عليها كالقوانين التي تصدر عن البرلمانات.
وهذا الروبوت هو الأول من نوعه في العالم، ويتمتع بذكاء أعلى من أي «روبوت» آخر بسبب كونه لا يقدم مساعدة مادية آلية، وإنما يساعد الشخص على التفكير واتخاذ القرارات المناسبة، لكن هذا النوع من الإنسان الآلي يشكل جرس انذار لخطر كبير يواجه البشرية، وهو أن «الروبوت» قد يحكم العالم يوماً وربما يتفوق في قدراته على البشر العاديين.
ويحمل الروبوت الجديد والخارق اسم (Nigel) وهو متخصص في تقديم المساعدة فيما يخص القرارات السياسية.
وقالت جريدة «دايلي ميل» في تقريرها إن الروبوت «نايغل» قام بتطويره باحثون في شركة «كايميرا سيستيمز»، الأمريكية العملاقة التي تأسست عام 2012 وتختص في بحوث الذكاء الصناعي، وتقول على موقعها الالكتروني إن الخبراء فيها وضعوا نتائج بحوثهم المستمرة منذ أكثر من 60 عاماً في مجال الذكاء الصناعي.
ووصفوا الرجل الآلي الجديد بأنه «أول ذكاء اصطناعي في العالم يحاكي البشر».
وقال منير شيتا، مؤسس الشركة: «نريد أن يثق المستخدمون في الروبوت «نايغل» الذي صُمم لخدمتهم في الحياة اليومية».
ويتمتع الروبوت بقدرته على التعلم ليكون على بينة من الاحتياجات الشخصية، ولفهم طبيعة أنشطة البشر. وأضاف: «نأمل أن يكتسب نايغل المعرفة الكافية في نهاية المطاف، ليكون قادرا على مساعدة الأشخاص في المناقشات السياسية والانتخابات».
وتجدر الإشارة إلى أن الروبوت المطور ما يزال في المراحل الأولى، كما يأمل الباحثون في استخدامه بشكل أوسع في المستقبل.
وفي حين يعتقد البعض أن منح الثقة للروبوتات فيما يتعلق بالقرارات السياسية أمر خطير، يرى شيتا أن الروبوت «نايغل» سيجعل من القرارات السياسية أكثر عدلا.
الجدير بالذكر، أن الروبوت المطور قد يدفع الأشخاص إلى تغيير وجهات النظر، في حال كان القرار لا يتناسب مع أسس خوارزمية «نايغل» ولكن سيتفق مع ميول الأشخاص المتأصلة ولن يكون عائقا أمامها.
يشار إلى أن عالم الذكاء الصناعي يشهد طفرة على مستوى العالم أدت الى قفزة كبيرة في صناعة «الإنسان الآلي» حيث دخل «الروبوت» في كافة مناحي الحياة وبات يتم استخدامه على نطاق واسع في الكثير من الأعمال.
ومؤخراً، تمكن علماء بريطانيون من تطوير روبوتات قادرة على زراعة المحاصيل والعناية بها وحصادها دون أي تدخل بشري.
وفي اختبار لهذه الآلات، قام العلماء في جامعة هاربر آدمز البريطانية بإطلاق مشروع (Hands-Free Hectare) حيث تمكنوا من الاعتماد عليها بشكل كامل في زراعة هكتار كامل من الأرض في مقاطعة شروبشاير بمحصول الشعير، واستطاعت الآلات القيام بجميع مهمات الزراعة والمراقبة والعناية بالمحصول دون أي تدخل بشري.
يشار إلى أن ملايين الوظائف في العالم أصبحت مهددة بالتبخر بسبب انتشار «الروبوت» وحذرت الأمم المتحدة مؤخراً من تأثير هذا الأمر على الوظائف التي لا تتطلب مهارات عالية في البلدان النامية ومن انتفاء الحاجة إلى العمالة الرخيصة، وهو ما يمكن أن يكون كارثياً.
وحسب ما ينقل البنك الدولي عن تقرير صادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (UNCTAD) فان من الممكن الاستعاضة عن ثلثي مجموع فرص العمل في العالم النامي من خلال الاعتماد على النظم الاوتوماتيكية التي أصبحت أكثر انتشارا في مجال صنع السيارات والالكترونيات.
وجاء في التقرير: «إن زيادة استخدام الروبوتات في البلدان المتقدمة قد تحد من الاعتماد على العمالة المنخفضة التكلفة الموجودة في البلدان النامية، وإذا اعتُبرت الروبوتات شكلا من أشكال رأس المال وبديلا موثوقا للعمال ذوي المهارات المتدنية، فسيؤدي الأمر إلى تقليل حصة العمالة البشرية في اجمالي تكاليف الإنتاج».
القدس العربي