مندوبية السجون المغربية تواصل إصدار بيانات نفي إضراب المعتقلين عن الطعام

29. سبتمبر 2017 - 9:01

المغرب "موريتانيا الحدث " :

- أكدت المحامية أسماء الوديع عضو هيئة الدفاع عن المعتقلين في حراك الريف أن البلد سيدخل في خندق أزمة حقيقية إذا فقد أحد المعتقلين حياته نتيجة إضراب عن الطعام، وامتناعه عن مادتي الماء والسكر.
وكشفت الوديع، التي زارت المعتقلين عن أن «الوضع الصحي للمعتقلين يحتاج تدخلا عاجلا، واستجابة فورية لمطالب بسيطة، يكفلها القانون للمعتقلين جميعا، والابتعاد عن تعنت إدارة السجن، التي أصرت على حرمان معتقلي الحراك من أبسط حقوقهم في المعتقل».
وقال أحمد الزفزافي، والد المعتقل ناصر الزفزافي بعد انتهاء الزيارة الأسبوعية إن «ما يتعرض له المعتقلون وعائلاتهم كان متوقعا منذ انطلاق الاحتجاجات، والعائلات كانت مستعدة له، لكن الأمر الذي جاء عكس التوقعات هو ترحيلهم إلى الدار البيضاء، لتكون الأسر مضطرة لتكبد عناء السفر أسبوعيا من الحسيمة إلى الدار البيضاء».
وقال محمد أحمجيق، شقيق دينامو الحراك، نبيل أحمجيق إن «الحالة الصحية لشقيقه متدهورة للغاية، شأنه شأن باقي المعتقلين المضربين عن الماء والسكر، وإن شقيقه فقد 10 كيلوغرامات، مع ذلك فهو مصر على إتمام معركته حتى وإن كلفه الأمر حياته».
وأضاف إن «إيقاف المعتقلين للإضراب عن الطعام رهين بتحقيق المطالب البسيطة، وإرجاع المفقودات الشخصية، وتجميعهم في جناح واحد، إضافة إلى السماح لهم باستعمال الهاتف للتواصل مع عائلاتهم».

رفع العسكرة عن الريف

وحملت عائلات المعتقلين أصوات أبنائهم من وراء القضبان، مطالبين بتحقيق المطالب التي ساقتهم إلى السجن، ورفع العسكرة عن الريف، إضافة إلى إسقاط التهم عن المعتقلين، مؤكدين أن أبناءهم مصرين على إكمال معركة الأمعاء الخاوية، إلى حين تدخل السلطات من أجل توقيف هذا «العبث».
ونقلت المحامية أسماء الوديع مطالب المعتقلين، عن لسان المعتقل نبيل أحمجيق، الذي طالب بـ «بإعادة تجميع معتقلي الريف في زنزانة واحدة كما كانوا في السابق، وإعادة الهواتف والسماح باستعمالها لأنها الوسيلة الوحيدة للتواصل مع عائلاتهم، ثم إعادة المذكرة الخاصة بالمعتقل محمد جلول، التي يدوّن فيها يومياته في السجن، إضافة إلى إعادة بعض الأشياء الخاصة بالمعتقلين، التي أخذتها الإدارة، يوم الأربعاء الماضي، خلال موعد الزيارة الأسبوعية».
وقالت الوديع إن هيئة الدفاع أخبرت إدارة السجن بمطالب المعتقلين لتوقيف إضرابهم عن مادتي الماء والسكر، وضرورة تعجيل الإستجابة لهذه المطالب لأن الأمر أصبح يهم مصلحة البلاد، وحياة مواطنين تتعرض للخطر نتيجة معركة الأمعاء الخاوية.
وأكدت سعاد امبارك زوجة الناشط البارز في «حراك الريف»، محمد جلول أن صحة زوجها متدهورة جدا، وأن جسمه بدا هزيلا، بعد أكثر من 20 يوما من الإضراب عن الطعام، وعن الماء والسكر.
وأكدت امبارك التي شاهدت أثناء زيارتها لزوجها مجموعة من المعتقلين المضربين عن الطعام في سجن عكاشة في الدار البيضاء، من بينهم نبيل أحمجيق وربيع الأبلق، أن صحتهم متدهورة، وأن بدر بولحجل، سقط مغمى عليه أثناء الزيارة، كما أكدت إصرار المعتقلين على متابعة إضرابهم عن الطعام وعن الماء والسكر، رافعين شعار الشهادة أو الحرية، وأنهم لن يستجيبوا لأية مبادرة إلا تلك التي ترمي إلى الإفراج عنهم وتحقيق مطالبهم التي رفعها الحراك الشعبي بالريف.
وحملت مسؤولية كل ما يقع للدولة المغربية ولمؤسساتها «أي مكروه يحدث لأزواجنا وأبنائنا ستكون الدولة المسؤولة عنه».
وتواصل مندوبية السجون إصدار بيانات نفي عما يقوله المحامون وعائلات المعتقلين عن الإضراب آخرها توضيحات حول عدم توصل النزلاء المعتقلين بالمؤونة المقدمة من طرف أسرهم، نافية «ما تم الترويج له من طرف محامي المعتقلين».
وأشارت إدارة سجن عكاشة في بلاغ لها، إلى أن «المجموعة التي تدعي الإضراب عن الطعام، توصلت بما مجموعه 272 كلغ على شكل مواد غذائية متنوعة قابلة للاستهلاك والتخزين تتمثل في الحلويات المتنوعة والمصبرات والفواكه الجافة والحليب ومشتقاته والتمور والعسل» وأن «المعلومات الرائجة بالمواقع المذكورة غير صحيحة والغرض من نشرها يكتسي في الأساس طابعا تحريضيا واستغلالا لا إنسانيا لوضعية النزلاء المعنيين».
وكذبت المندوبية العامة لإدارة السجون، محامي وعائلات معتقلي حراك الريف، حول الوضعية الصحية للمضربين عن الطعام، نافية ما أوردته المحامية بشرى العويسي عن إغماءات ونزف في صفوف المضربين في سجن عكاشة وقالت إن هذه التصريحات «كاذبة»، مشيرة إلى أن السجناء المذكورين «يخضعون للرعاية الطبية اللازمة ووضعيتهم الصحية جيدة حسب آخر فحص طبي أجراه لهم طبيب المؤسسة».
وقالت المحامية بشرى العويسي، عضو هيئة الدفاع عن معتقلي حراك الريف، في وقت سابق إنها زارت رفقة عدد من المحامين معتقلي الحراك المضربين عن الطعام في سجن «عكاشة» في الدار البيضاء ووقفت على وضعيتهم الصحية، كاشفة عن أن «بدر الدين بوالحجل بعد إضرابه عن الماء خمسة أيام إضافة إلى إضرابه عن الطعام منذ 12 يوم بدأ في الدخول في حالات متكررة من الإغماء».
وقالت إدارة سجن عكاشة، «إن ما أدلت به الأستاذة بشرى العويسي حول الوضعية الصحية لبعض نزلاء المؤسسة لما جاء في أحد المواقع الإلكترونية هي تصريحات كاذبة، إذ أن السجناء المذكورين يخضعون للرعاية الطبية اللازمة ووضعيتهم الصحية جيدة حسب آخر فحص طبي أجراه لهم طبيب المؤسسة».
وأضافت إنه «يتضح أن الغرض من مثل هذه الادعاءات الكاذبة هو تضليل الرأي العام وخدمة أجندة لا تمت بصلة إلى مصلحة النزلاء المعنيين وتشكل في حد ذاتها خرقا سافرا لأخلاقيات المهنة».

تحذير من كارثة غير إنسانية

وقالت صحيفة «أخبار اليوم» أمس الخميس إن الأخبار الواردة من سجن عكاشة تنذر بكارثة غير إنسانية وشيكة. فالمضربون عن الماء في الجناح 4، حيث مصحة السجن، بلغوا يومهم السابع إلى غاية الثلاثاء، وهم ربيع الأبلق ونبيل أحمجيق، مع 19 يوما من الإضراب عن الطعام للأول، و17 يوما للثاني، وهما ليسا وحدهما، بل تأكد بعد زيارة المحامين أن بدر الدين بولحجل الموجود في الجناح 8، دخل في إضراب عن الماء هو الآخر منذ الخميس الماضي.
ونقلت عن بشرى العويسي، عضو هيئة الدفاع، فإنه يشكل «الحالة الأخطر»، فهو لا يستطيع الوقوف، ومرافقوه أخبروها أنه تعرض لحالات إغماء متكررة طوال يومي الجمعة والسبت الماضيين، ولم يزره الطبيب إلا يوم الأحد ليلا من دون أن تتم إحالته على المصحة، تقول: «إنه معرض للموت في أية لحظة»، وفي الغرفة ذاتها يجاوره زكريا ادهشور، الذي بلغ يومه الرابع عشر من الإضراب عن الطعام والسكر وقد أصبح يتقيأ الدم، زاره الطبيب ومنحه دواء، لكنه أصبح في عداد المضربين حتى عن الماء، لأنه كلما شربه كلما تقيأ أكثر، حسب ما أفادت به العويسي للجريدة عقب زيارتها، وهي تؤكد أن معتقلا آخر تفاقمت حالته بعد ما حال إضرابه عن الطعام من دون تناوله الدواء، وهو يوسف الحمديوي الذي يعاني مرضا نفسانيا، وهو فوبيا الأماكن الضيقة، تقول العويسي إن وجوده في الزنزانة، إضافة لتوقفه عن تناول الدواء، جعلا حالته تسوء أكثر، وهو يعاني من نزف متكرر من الأنف.

إهانات متواصلة

وقالت الصحيفة إن قرار المضربين عن الماء المفاجئ جاء بعد ما اعتبروه إهانة و»تشفيًا»، من جراء حملة التفتيش التي طالت زنازينهم، حينما كانوا رفقة عائلاتهم في زيارة الأربعاء الماضي، وتعليق إضرابهم عن الماء مرتبط حسب محمد أغناج، أحد المحامين، بإعادة دفاتر محمد جلول التي تضم خواطره الشخصية، وإرجاع بعض الممتلكات المصادرة من الزنازين، وأن تمتنع الإدارة عن التفتيش بالشكل «المهين» الذي قامت به يوم الأربعاء الماضي، هذه الوضعية الاستثنائية من المنتظر حسب أغناج أن يتم تسويتها بعدما تدخلت أطراف ووعد مدير السجن بإرجاع دفاتر جلول وإيجاد حل للوضعية وهو الأمر الذي من المنتظر أن تتم مباشرته مساء الاثنين.
ويخوض 32 معتقلا في الجناح 4 إضرابا مفتوحا عن الطعام بعدما تم تنقيل محسن أثري من الجناح، من في هذا الجناح هم الأكثر تشددا في إضرابهم، والسبب أنه يسيطر عليهم شعور أنهم تعرضوا للخداع والخذلان، وخابت آمالهم في وعود أعطيت لهم من طرف الإدارة وبعض الوسطاء، وهي أن العفو سيشملهم وسيتم إطلاق سراحهم.
وبناء على هذا الوعد يقول أغناج، قدم 24 معتقلا من أصل 31 كانوا بالجناح 8 طلبات العفو قبل عيد العرش، والباقي قدموا طلباتهم قبل عيد الأضحى. وفي مدة الانتظار، كان معتقلو الجناح 8 قد مكنتهم الإدارة من وضع استثنائي، تم تجميعهم في سبعة زنازين في الطابق الأرضي من نفس الجناح، أبوابها كلها مفتوحة ويعيش المعتقلون بشكل جماعي مع الاستفادة من الاتصال بشكل حر مع العائلات وهم يعتقدون أنهم يمضون أيامهم الأخيرة بالسجن. مر عيد العرش و20 غشت و21 غشت وعيد الأضحى ولم يخرج المعتقلون من سجنهم، فـ»كان رد الفعل النفساني عنيفا»، إضراب مفتوح عن الطعام بشكل صارم، يردف أغناج، وزاد من صرامته سلوك الإدارة الذي تغير فور بدء الإضراب.

القدس العربي 

تابعونا