رائحة الموت تفوح من الجمهورية ذات العلم محمر الأطراف ...

29. أغسطس 2017 - 15:57
 بادو ولد محمد فال امصبوع

شارع يغلي.. ومواد غذائية تغلوا.. ومياه تغلى لتنويم أطفال.. ورائحة العفن تفوح من كل مكان في الجمهورية الثانية ذات العلم محمر الأطراف... والحكومة وراحة بال المواطن في إجازتين، إحداهما مؤقتة والأخرى مفتوحة...
لم يعد للصمت معنى والجرح أصبح ينزف دما وصديدا... والواقع المرير يرسم صورا مرعبة لمستقبل مريع...

طفل في الثانية من العمر شاب رأسه تفكيرا في لقمة عيش تسد رمقه... وشاب في العشرين احدودب ظهره وهو يبحث بين الحصى عن بقايا حبة زرع أنبتتها الأرض ذات يوم طيب... وفتاة في العشرين هاجم النمش جبينها التسعيني وهي تحبوا باتجاه قاطرة الزواج المتوقفة أصلا بفعل البطالة وسوء الحال... وأم بلا ثدي تحضن رضيعا بلا فم... والموت فاغر فاه في كل شبر من هذا الوطن...
اقتصاد يمتطي ظهر المواطن سائرا باتجاه اللاعودة...  وعدالة كتب عليها أن يطويها اللحد وهي في سن المهد... وطرق معبدة طمرتها الأمطار تحت الأرض حتى اختفت ملامحها... ومستشفيات تعاف الكلاب الجرب مجرد الوقوف أمامها... وطوابير من العاطلين والمعطلين تزدحم أمام مباني السفارات الأجنبية...
ثلاث سنوات من الهم والحزن.. مات فيها الزرع وجف الضرع... ثلاث سنوات عرت سوءات كاد النظام أن يدفنها في مقبرة التاريخ... وهو يصارع تبعات الماضي السحيق..
فأي ذنب عظيم جنيناه يا ترى، حتى يغضب علينا بحكومة المنهدس !!؟