انواكشوط " موريتانيا الحدث " :
تناولت صحيفة الأخبار إنفو الأسبوعية في عددها اليوم الأربعاء ما وصفته بـ"تخلص" ولد عبد العزيز من أركان سلطته الذين واكبوا معه المراحل الأولى من تثبيت أركان حكمه بعيد انقلاب السادس أغسطس 2008.
وقالت الصحيفة إن الذكرى التاسعة لوصوله إلى السلطة – والتي تحل بداية أغسطس القادم – ستحل وقد تخلص ولد عبد العزيز من العديد من الشخصيات التي شكلت أركانا لحكمه طيلة السنوات الماضية، وذلك في المجالات الاقتصادية، والعسكرية، والسياسية، مشيرة إلى أن طريقة التخلص من العديد منهم لم تكن بذاك من اللباقة السياسية.
واستعرضت الصحيفة في عددها هذه الشخصيات، ونوعية علاقتها بولد عبد العزيز، والأدوار التي لعبتها في نظامه، وطريقة التخلص منها.
ومن بين الشخصيات التي تناولت الصحيفة رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو، واللواء محمد ولد الهادي، ومولاي ولد محمد الأغظف، ومحمد فاضل ولد الحضرمي الملقب امربيه ولد الولي، وسيدي أحمد ولد الرايس، ومحمد محمود ولد محمد الأمين، ومحمد يحيى ولد حرمه، والعقيد أحمد بمب ولد بايه.
وأشارت الصحيفة إلى أن رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو شكل السند المالي لولد عبد العزيز كما استغل علاقاته مع الفرنسيين والسنغاليين للاعتراف بانقلاب 2008، وخاطب الموريتانيين خلال مهرجان عرفات يوليو 2009 قائلا: "أنا محمد ولد بو عماتو من يعرفني، أو يعرف في أي خدمة فليصوت للرئيس محمد ولد عبد العزيز"، ثم انتهى به المطاف في "منفاه" بالمملكة المغربية، فيما تعرضت مؤسساته لمضايقات داخل البلاد.
أما اللواء محمد ولد الهادي فوصفته الصحيفة بأنه "المشجع" الأول للرئيس ولد عبد العزيز على تنفيذ انقلاب السادس أغسطس 2008 بعد تردد الأخير، كما شكل سنده الأساسي في الساعات الأولى بعد الانقلاب في ظل غياب اللواء محمد ولد الغزواني داخل البلاد.
ووصفته الصحيفة بأنه شكل "يد الانقلاب الاستخباراتية الأقوى"، مردفة أن ولد عبد العزيز وجد ولد الهادي في مرحلة أخرى "مهمة بالنسبة له إبان الحراك الشبابي المتأثر بالربيع العربي 2011 حيث وقف الرجل – بحكم موقعه في إدارة الأمن - وراء تفكيك الحراك الشبابي الاحتجاجي، وتمكن من اختراقه بشكل أفشل مساعيه وبث الخلاف بين قادته.
كما وصلت يده إلى الحركات الحقوقية الفاعلة، فمزقتها، وأثارت الخلافات داخلها".
وأردفت الصحيفة قائلة: "انتهى المطاف باللواء القوي – ورفيق لحظات الانقلاب – مقالا بشكل مهين من إدارة الأمن (يوم 18 – 01 - 2012) ومحالا إلى المنصب الأكثر هامشية بالنسبة للجنرالات، وهو الأمانة العامة لوزارة الدفاع.
وزيدت شحنة "إهانة" ولد الهادي فسُرب – بشكل شبه رسمي – ملف يربط بينه وبين إحدى شبكات تهريب المخدرات، قبل أن يقال بشكل نهائي من الأمانة العامة ليختفي عن الأنظار قبل أن يظهر نهاية نوفمبر 2016 وهو يصارع من أجل مصافحة ولد عبد العزيز خلال زيارته لآدرار قبل أن تبعده أيادي الحرس، وتبتلعه أمواج العامة المزدحمين".
واستعرضت الصحيفة مسار الشخصيات واحدا واحدا، وطريقة "إبعادهم" من وظائفهم بعد نفاد رصيد ثقتهم لدى سيد القصر الرئاسي.