
كتب / أحمد طالب ولد المعلوم
نقيب الصحفيين
قازان عبق التاريخ وشريان روسي نابض
تلبية لدعوة وزارة الخارجية الروسية لزيارة "اتحاد روسيا" للمشاركة في الجولة الإعلامية التي قررتها السلطات الروسية، أياما قبل تنظيم القمة الروسية العربية الأولى في موسكو، والتي تأجلت قبل ساعات من كتابة هذه السطور.
كان من حسن الطالع، أن تحط بي الطائرة القادمة من رحلة مباشرة من اسطنبول الى روسيا على أديم أرض مدينة قازان عاصمة جمهورية تتارستان الروسية ذات المناظر الخلابة والجو الأوربي التشريني الساحر.
مدينة حالمة في تواضع واستقرار على ضفاف نهر الفولجا الشهير والأطول بالقارة العجوز وفي لقاء حميمي مع نهر كازانكا.
تلكم هي قازان أو كازان، كما يحلو للبعض أن يسميها، عاصمة جمهورية تتار ستان الروسية، تتراءى لك وفي خطواتك الأولى على أرضها، في شموخ عز نظيره وعناق جلي، لعبق تاريخ حافل على مدى اكثر من ألف عام ، مع تطور تكنولوجي وتقني لافت.
ففي قازان لا تخطئ العين شموخ مآذن المساجد ودور العبادة الأخرى في رسالة واضحة للسماحة والتعايش السلمي في جمهورية يزيد مسلموها على النصف تقريبا .
ففي قازان تتفنن لمسات المعماريين، لتستنطق ثقافة شعب وبلد حضارته ضاربة في جذور التاريخ، فتتحسسه في مجمع معماري وأثري بقلب المدينة، في مبنى "اكرملن قازان"، ذو التاريخ العريق، المسطر لاحداث عريقة.
فهذه القلعة التاريخية، التي شيدت في عهد القيصر إيفان الرهيب، أصبحت اليوم ومنذ عام 1992 المقر الرسمي لرئيس جمهورية تتارستان والوزارات والمؤسسات الرسمية للدولة، ليقدم هذا الصرح المعماري، صورة ناصعة لتطور الثقافة الروسية والتترية جنبا الى جنب وفي ترابط والتحام، عز نظيره عاكسا بوضوح تاريخ وسمات وتقاليد وثقافة شعب عظيم .
وفي الجانب الآخر للحياة في قازان يظهر مدى التطور التكنلوجي الذي وصل إليه البلد بفعل التقدم العلمي والتقني، فتزدهر بالجمهورية صناعة الطائرات ومروحيات الهيلوكبتر والشاحنات والجرارات والقلابات والروبوتات الطبية وأنواع الخردوات المتطورة وصناعة البتروكيمياويات ، في حين يشهد القطاع الفلاحي بشقيه الزراعي والرعوي ، ثورة كبيرة خاصة في مجال زراعة الخضروات والحبوب وتربية المواشي والدواجن...
وتضع جمهورية تتارستان أولوية كبرى للتعليم، فاستطاعت بذلك الصمود في وجه عاديات الزمن وقفزت إلى مصاف دول متقدمة، فشيدت ميئات المؤسسات التعليمية، من جامعات ومعاهد ومراكز ومؤسسات تعليمية ثانوية واساسية.
وتسعى تتارستان للمزيد من الشراكات والتبادلات الإقليمية والدولية لتحقيق التقدم المنشود، عبر رؤية استراتيجية واعدة ، ونحو أفق أرحب ...يا
