التعليم بين التحول الحقيقي و التحامل الإعلامي

8. أكتوبر 2025 - 15:27

في خضم التحول الكبير الذي يشهده قطاع التعليم في بلادنا، تطل علينا بين الفينة والأخرى بعض المنصات الإعلامية بمحاولات مكشوفة لتقزيم ما تحقق، وتزييف ما يجري على أرض الواقع، تحت غطاء ما تسميه "النقد الإعلامي". والحقيقة أن ما تمارسه هذه الجهات لا يمت إلى النقد البنّاء بصلة، بقدر ما يندرج في إطار التحامل الإعلامي الممنهج، ومحاولة صرف الأنظار عن المنجزات الماثلة للعيان.

لقد اختارت بعض هذه المنصات التركيز على حالتي مدرسة آوليكات ومدرسة ناصر الدين 2 بنواذيبو، لتجعل منهما عنوانا لحال التعليم، متجاهلة عن عمد مئات المدارس التي تم تشييدها أو تأهيلها أو تجهيزها بكامل البنى التحتية اللازمة، فضلا عن آلاف المدرسين الذين تم اكتتابهم وتكوينهم لتغطية احتياجات القطاع. إن مثل هذا التناول الانتقائي لا يمكن تفسيره إلا برغبة في تشويه الصورة، وطمس حقيقة التحول العميق الذي يشهده التعليم في ظل القيادة الرشيدة لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.

ولا شك أن من الطبيعي أن تكون هناك بعض النواقص أو المدارس التي ما تزال بحاجة إلى ترميم أو تحسين أو دعم إضافي، فهذا أمر واقعي في أي ظرف تعليمي واسع وممتد على كامل التراب الوطني. غير أن هذه الحالات تبقى محدودة جدًا عند مقارنتها بما تحقق من إنجازات كبيرة خلال السنوات الأخيرة، كما أن أغلبها يرتبط بظروف محلية أو أسباب خاصة، وليس بإخفاق في السياسة العامة أو غياب للإرادة الإصلاحية.

لقد كان من الإنصاف أن تُذكر الحقائق كما هي:
• بناء 5400 حجرة مدرسية جديدة، منها 1200 دخلت الخدمة هذا العام.
• اكتتاب 13436 مدرسا منذ 2019، أي ما يمثل حوالي 60% من الطواقم التربوية الوطنية.
• إطلاق المدرسة الجمهورية التي أرست مبدأ المساواة وجعلت التعليم العمومي بيتا جامعًا لكل أبناء الوطن.
• الشروع في تعريب التعليم بهدوء واتزان، وبعيدا عن المزايدات، في انسجام تام مع روح الدستور والهوية الوطنية.

كل هذه الخطوات الإصلاحية لم تأت اعتباطا، بل هي ثمرة رؤية استراتيجية واضحة رسمها صاحب الفخامة، وتنفذها حكومة معالي الوزير الأول المختار ولد أجاي، وتسهر على تطبيقها معالي وزيرة التربية الوطنية وإصلاح النظام التعليمي السيدة هدى باباه، التي تعمل بجد ومسؤولية لإعادة الاعتبار للمدرس والمدرسة معا.

إن النقد حين يكون نزيهاً وهادفاً، يُسهم في البناء ويثري النقاش، أما حين يتحول إلى زوبعة للتشويه أو للتقليل من الجهد الوطني، فإنه يفقد قيمته الأخلاقية والإعلامية. ومن المؤسف أن بعض المنصات الإعلامية تسقط في فخ الانتقائية، لتصوّر مشهدا مبتورا يخالف ما يراه المواطنون يوميا في الميدان من مدارس حديثة، وبيئة تربوية متطورة، وإقبال متزايد على التعليم العمومي.
لقد تغيّر الواقع فعلاً، وتبدلت الصورة جذرياً، ولم يعد في وسع أي خطاب متشائم أن يحجب حقيقة هذا التقدم الملموس. فالإصلاح ماضٍ بإرادة راسخة، والنجاحات تتوالى، والتعليم في موريتانيا اليوم أفضل حالاً من أي وقت مضى، شاء من شاء وأبى من أبى.

ثم إنه من السهل على البعض أن يصنع من ثغرة صغيرة عنواناً يحاول أن يقيم به ضجة إعلامية، لكنه من الصعب أن يحجب واقع الإنجازات الساطعة والبيانات المعلنة بالأرقام في سماء الحقائق الملموسة على الأرض.

#تابعونا
#منصةموريتانياالحدث

تابعونا