
مع بداية كل رمضان تعود إلى الواجهة ظاهرة النوم في المساجد وماتثير من جدل واستياء بالنسبة للكثير من المواطنين وهي متعلقة بتحويل بعض الناس لمساجد الله الى مراقد للنوم لا يستيقظون منه الا مع اذان الصلاة خاصة أنها تتوفر على المكيفات الهوائية التي تضمن الاسترخاء لهذه الفئة
.
وقد ابدى بعض المصلين في تصريحات لنا استياءهم من تلك الظاهرة، مؤكدين بأن ممارسي عادة النوم في المساجد غالبًا ما يغطون في النوم العميق، وبالتالي فإنهم لا يعقلون في غالب الأحيان تصرفاتهم في بيت الله، الذي هو من المفروض بيت للعبادة في مثل هذه الأوقات المقدسة من رمضان، وليس للنوم وتمضية الوقت، مطالبين بالقضاء على هذه الظاهرة الغريبة عن مجتمعنا والغريبة عن الإسلام أصلاً، وظهور دور الإمام في التوعية بخطر الظاهرة وضرورة استئصالها.
بينما يقول البعض انه لا حرج في النوم داخل المسجد قبل الصلاة أو بعدها لمن احتاج إلى ذلك؛ لما ثبت في صحيح البخاري عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أنه كان شابًا أعذبًا لا أهل له، وكان ينام في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن هذا مشروط بألا يكون عائقًا يحول دون الصلاة؛ وألا تنتهك حرمة المسجد بتلويثه أو تقذير فرشه أو إساءة استخدام مرافقه
.
وبين هذا الموقف وذاك، تبقى ظاهرة النوم في المساجد عادة غريبة عن مجتمعنا، وسلوكا اعتبره البعض لا يمت بصلة إلى تعاليم الدين الإسلامي، الذي كان واضحًا في هذا الأمر، متعللين بأن المساجد لله وهي مخصصة للعبادة، وأنه لا يوجد دليل شرعي يسمح بجعل المساجد أماكن للاستراحة والنوم والتحدث فيما بين المسلمين عدا الالتقاء في حلقات الذكر أو قراءة القرآن أو من أجل العبادة مهما كانت.