أشرف رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، مساء اليوم الأربعاء بمقر الشركة الوطنية للماء في نواكشوط، على وضع حجر الأساس لمشروع تقوية تأمين تزويد نواكشوط بالماء الصالح للشرب انطلاقا من حقل آبار بحيرة اديني بمقاطعة واد الناقة باترارزة.
ويهدف هذا المشروع، الذي يأتي وضع حجره الأساس في إطار الفعاليات المخلدة للذكرى الرابعة والستين للاستقلال الوطني، إلى تعزيز الإنتاج في مدينة نواكشوط بكميات إضافية تقدر ب 60.000 متر مكعب من الماء الصالح للشرب.
وتبلغ الكلفة الإجمالية للمشروع 75 مليون دولار بتمويل من ميزانية الدولة والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي.
ويتكون المشروع، الذي سيتم تنفيذه خلال 22 شهرا، من أربع مكونات هي:
– حفر 24 بئرا جديدا في إديني وإعادة تأهيل 37 أخرى؛
– تجهيز وربط الآبار بنظام التشغيل مع استحداث نظام للتسيير عن بعد؛
– توريد وتركيب أنبوب لنقل الماء من الحديد المطاوع بقطر 1200 ملم وعلى طول 59 كلم؛
– بناء خزانين جديدين، الأول بسعة 5000 متر مكعب، والثاني بسعة 2500 متر مكعب، وإعادة تأهيل خزانين آخرين كل منهما بسعة 1000 متر مكعب؛
وبعد وضعه حجر الأساس للمشروع تلقى فخامة رئيس الجمهورية شروحا فنية حول مختلف حيثيات إنجازه ومحدداته والطرق التي سيتم اتباعها من أجل انجاز هذا المشروع الهام الذي سيساهم في حل مشكلة المياه في مدينة نواكشوط.
وفي كلمة بالمناسبة، أوضحت معالي وزيرة المياه والصرف الصحي، السيدة آمال بنت مولود، أن هذا المشروع يأتي في إطار تنفيذ تعليمات فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الهادفة إلى اتخاذ حزمة من الإجراءات والحلول التي من شأنها الحد من أزمة العطش على المدى القريب، والقضاء عليها بشكل نهائي في المدى المتوسط، حرصا منه على توفير حياة كريمة لكل مواطن.
وبينت أنه تم القيام بعدة إجراءات تتمثل في تأمين تزويد نواكشوط بالماء الصالح للشرب انطلاقا من إديني، وتوسعة وتعزيز الإنتاج في منشآت آفطوط الساحلي، بالإضافة إلى إقامة محطة لتحلية مياه البحر على المدى المتوسط، لتكون مصدرا ثالثا يسهم في تزويد العاصمة وتأمين احتياجاتها من المياه، مع الحرص والعمل الدؤوب والمستمر على استكمال مشروع توسعة وتجديد شبكة التوزيع.
وأبرزت أن هذا المشروع يدخل في المكونة الأولى من الحزمة آنفة الذكر، وهي مشروع تقوية وتأمين تزويد مدينة نواكشوط بالمياه الصالحة للشرب، انطلاقا من حقل آبار إديني.
وأكدت أن القطاع حقق العديد من الإنجازات خلال مأمورية فخامة رئيس الجمهورية الأولى، في الوسطين الريفي والحضري، مبرزة أن العهد يتجدد اليوم بأن تتواصل هذه الإنجازات، وتتضاعف وتتعزز ضمن استراتيجية واضحة المعالم تراعي الأولويات وتجعل من خدمة المواطن هدفا وغاية.
وأشارت إلى أنه تم خلال المائة يوم الأولى من المأمورية الثانية لفخامة رئيس الجمهورية، تعزيز فعالية قطاع المياه من خلال تذليل مختلف الصعوبات، سبيلا إلى تسريع وتيرة تنفيذ المشاريع الهيكلية، وهو ما مكن من رفع نسب التنفيذ من جهة، ومن تحقيق نتائج مهمة في مجالات حفر الآبار، وإنجاز الشبكات المائية، وإجراء الدراسات الهيدرولوجية، وتجديد معدات الضخ، وضمان التوزيع المنتظم والعادل للكميات المنتجة من المياه في نواكشوط ونواذيبو والعديد من المدن الأخرى.
وأضافت أن هذه الإجراءات وغيرها تدخل ضمن استراتيجية شاملة تتلخص محاورها في إرساء تسيير متكامل للموارد المائية، وتحسين الولوج إلى المياه لكافة الاستخدامات، بالإضافة إلى تعزيز خدمات الصرف الصحي، مع التركيز على الاستدامة والكفاءة، وزيادة الاستثمارات في القطاع.
ونوهت معالي الوزيرة إلى أن القطاع بدأ بالعمل، في إطار البرنامج الاستعجالي لتنمية مدينة نواكشوط، على تعزيز البنية التحتية القائمة من خلال إعادة تأهيل وتوسيع محطات المياه بكل من الميناء وتوجنين وعين الطلح والحرم الجامعي، بالإضافة إلى تأمين توزيع منصف وضخ فعال للمياه، وتوسيع شبكة التوزيع ومدها بما يناهز 40 كيلومترا في العديد من مقاطعات نواكشوط، بالإضافة إلى آلاف التوصيلات المنزلية وإطلاق حملة شاملة للقضاء على التسربات المائية، وتحسين كفاءة شبكة التوزيع بما يعزز الاستدامة وجودة الخدمات المقدمة.
من جانبها، أبرزت رئيسة جهة نواكشوط السيدة فاطمة بنت عبد المالك، أن هذا المشروع سيساهم في إيجاد الحلول المستديمة للقضاء على مشكلة شح مياه الشرب، خاصة على مستوى الأحياء الطرفية بالعاصمة نواكشوط التي تأوي ما يناهز ثلث التعداد الإجمالي لسكان نواكشوط، الشيء الذي شكل ولا يزال يشكل ضغطا متزايدا على الخدمات الأساسية، خاصة في ظل التمدد العمراني للمدينة أفقيا.
واستعرضت بعض الجهود التي قامت بها الجهة مواكبة للحكومة لصالح بعض الأحياء النائية في العاصمة من أجل توفير المياه الصالحة للشرب، مبرزة أن هذه التدخلات استفاد منها ما يناهز 9000 أسرة في بعض مقاطعات العاصمة.
وأشادت بالبرنامج الاستعجالي لتنمية مدينة نواكشوط، لكونه سيشكل تحولا كبيرا على مستوى العاصمة من حيث جودة الخدمات وتوفرها، فضلا عن تلميع الوجه العمراني للمدينة، معبرة باسم ساكنة نواكشوط، عن جزيل الشكر على هذا البرنامج الذي سيضمن الولوج الشامل للمواطنين إلى الخدمات ذات الأولوية بصفة ميسرة، ومنتظمة ومستدامة.
وكان عمدة بلدية لكصر السيد محمد السالك عمار، قد عبر في بداية الحفل باسم ساكنة البلدية، عن بالغ ترحيبه بفخامة رئيس الجمهورية والوفد المرافق، منوها بوضع الحجر الأساس لمشروع تأمين وتقوية تزويد مدينة نواكشوط بالمياه الصالحة للشرب انطلاقا من آبار ديني.
وقال إن هذا المشروع يمثل استجابة حقيقة وحاجة ملحة لسكان العاصمة، كما يعكس حرص فخامة رئيس الجمهورية على تحسين ظروف الحياة في البلد بصورة عامة وفي مدينة نواكشوط على وجه الخصوص.
وأضاف هذا المشروع سيمثل حلا لبعض التحديات المطروحة للمياه، مشيدا بالبرنامج الاستعجالي لتنمية مدينة نواكشوط الذي تعكف الحكومة على إنجازه ضمن رؤية شمولية تعتمد على مقاربة تشاركية تشرك عمد البلديات مما يضع السكان في قلب العملية التنموية.
وأعرب عن تثمين السكان للجهود التي يتم بذلها لصالحهم في كافة المجالات، مهنئا فخامة رئيس الجمهورية بمناسبة ذكرى الاستقلال المجيد.
وحضر الحفل معالي الوزير الأول السيد المختار ولد أجاي، والوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية، والوزير المكلف بديوان رئيس الجمهورية، والوزيران المستشاران برئاسة الجمهورية، وأعضاء الحكومة، ووالي نواكشوط الغربية، وحاكم مقاطعة لكصر، وبعض القادة العسكريين والأمنيين، والشخصيات السامية في الدولة، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في موريتانيا، والمدير العام للشركة الوطنية للماء، وعدد من أطر وزارة المياه والصرف الصحي.