*المسار البديل* / المهندس : محمد أحمد أمبخوخه

2. فبراير 2024 - 21:16

استهل رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني مسار ترشحه، بخطاب تاريخي، تلقاه الشعب الموريتاني بكل معاني الغبطة و التفائل، فقد كان أسلوبا جديدا، و لغة جديدة، و عبارات تنبع من القلب إلى القلب، " أتعهد و للعهد عندي معناه" قاموس جديد تطبعه الثقة و الإلتزام، ثم جائت "تعهداتي" عصارة فكر ناضج، يلامس هموم المواطن، و يقف على مكامن الخلل، و مواطن النقص في كل مفاصل الدولة، و يستحدث حلولا ناجعة، لكل المشاكل الإجتماعية و الاقتصاديه و السياسية، التي ظلت عقبات مستعصية، في طريق النماء و الازدهار.
و كانت بداية " الإنصاف " الحقيقية في حق أولئك الذين حكموا موريتانيا، و تواتروا عن قصد و عن غير قصد، على النقد الجارح، و التحامل السافر، و على أنواع التخوين، ( كلما دخلت أمة لعنت أختها )، ليخرج رئيس الجمهورية بعيدا عن هذا النهج، بعبارته الشهيرة، " أما أنا فلا أقول و لا يمكنني أن أقول، أن كل من حكم البلاد كان مخطئ بالمطلق ..... لكنني أفترض فيهم جميعا، حسن النية و الوطنية ".
و بدأت الحملة الرئاسية، التي عادة ما تكون مسرحا للملاسنات و التجاذبات، و أصر رئيس الجمهورية، أن تتخذ حملته مسارا مغايرا، طبعه التعاطي السياسي المرن، و الأسلوب الخطابي الرزين، فوجد الموريتانيون ضالتهم، في الحكمة و التعقل، و قوة العهد، و صدق التعهد، التي من الله بها على رئيس الجمهورية، و أعطوه أغلبية مريحة، عكست جدية المسار الديمقراطي في البلاد.
وكانت منصة تنصيب رئيس الجمهوريه، لوحة سياسية و حقوقية، مثلت ضربة قاصية، لكل أنواع التهميش و الغبن و التمييز، و نزعا لفتيل الإحتقان السياسي و الاجتماعي، و كان الحضور لافتا و متنوعا، رؤساء سابقون، حرموا من أبسط حقوقهم، و أحيانا حريتهم في فترات سابقة، حقوقيون وصموا ظلما بالعنصرية و العمالة، و رؤساء أحزاب و معارضون، كانوا جميعا في خانة الراديكالية، و على اللوائح السوداء، لمجرد أنهم كانوا يملكون رؤية مختلفة من أجل موريتانيا، لكن الرؤية الشاملة لفخامة رئيس الجمهورية، و رحابة أفقه السياسي، كانا كافيين لإستيعاب كل تلك الرؤى، و احتواء كل تلك الطموحات الوطنية، سعيا منه لأن يكون الجهد الموريتاني، بكل آلياته المعارضة و الموالية، مسخرا و موحدا من أجل الوطن، فموريتانيا بحاجة لجميع أبنائها.
إن موريتانيا تعيش اليوم، قطيعة تامة، مع كل ما من شأنه أن يهدد وحدتها، أو يعرقل مسارها التنموي، أو يشكل خطرا على حوزتها الترابية، أو ينال من حرية أو معنويات ابنائها، بفضل الحمكة و الحنكة، التي تدار بها دفة الحكم، منذ إنتخاب رئيس الجمهورية، فقد تم إشراك الجميع، دون النظر المؤسس على الخلفيات السياسية، الموالية أو المعارضة، فاستفاد المواطنون جميعا، من حقهم في التأمين و التعليم و التكوين و التوظيف، و تم تكريم كل الجهود و الاجتهادات، التي إن تكن أخطأت في اجتهادها، فإنها في نظر رئيس الجمهورية، تستحق أجرا و لو واحدا على الأقل، فعلقت النياشين بألوانها الوطنية، لأول مرة في موريتانيا، على صدور السياسيين و الحقوقيين، الذين كانوا قبله مجرد أرقام على لوائح الأمن، أو نزلاء في ردهات السجون.

المهندس : محمد أحمد امبخوخه

تابعونا