هناك علامات استفهام كثيرة على تقرير الطب الشرعي الصادر عن المختبرات المغربية: مثلا كيف لشخص تعاطى جرعة مفرطة من الكوكايين أن يقود سيارة متهالكة في حركة مرور نواكشوط؟
مجرد الإفراط في تدخين الحشيش أو الحجر المغربي يسبب نوبات هلع panic attack تشعر معها حرفيا أنك ستفارق الحياة ولن تستطيع السير أو الكلام فضلا عن القيادة والسبب فقدان الشعور بالأطراف والدوار والغثيان وعدم الواقعية أو الانفصال.
الكوكايين مخدر واسع الأثر شديد الفاعلية وجرعته الزائدة تدخلك مباشرة في حالة صدمة وتخرج الرغاوي والزبد من الفم بسبب تأكسد الدم واحتشاء القلب واضطراب التنفس مع الفوضى الكيميائية في النواقل العصبية وارتفاع ضغط الدم وحرارة الجسم، المدمنون يتعاملون مع بوادر الجرعة الزائدة بالكحول أو البيرة لأن لها مفعول مثبط لفورة النشاط التي يحدثها الكوكايين لضربات القلب.
من المعروف طبيا أن الإنسان العادي يمكن أن يتعاطى حوالي 1g من الكوكايين دون مشاكل تُذكر مع الأخذ في الاعتبار الحالة الصحية وعمر الشخص ودرجة التسامح مع المخدر ونقاوة المادة والتي لا تتجاوز في شوارع نواكشوط 25% بسبب خلط المخدر ببودرة فيتامين سي لتحقيق المزيد من الربح.
يعني الجرعة المميته Overdose في سوق نواكشوط هي ثلاث اغرامات وثمن لغرام الواحد 20 ألف أوقية تزيد في حالة وصول النقاء 90% أو ما يعرف بالكريستال. حسب الشرطة المغدور كان يتاجر بالمخدرات وDealer يفضل بيع هذه الكمية على استعمالها كما أنه لا يوجد متعاطي عاقل يدخل في ثلاث غرامات من الكراك جرعة واحدة ما لم يكن يخطط للانتحار.
التقرير قال بالحرف إن سبب الوفاة هو توقف القلب مع وجود مواد مخدرة في الدم بالرغم أن المختبر المغربي تعامل مع عينات من سوائل الجسم وليس مع الجثة كاملة وهو أمر يطرح فرضية التلاعب.
أيضا لم يفصل التقرير سبب أو نوع توقف القلب هل هو مفاجئ بسبب خلل في كهرباء المخ وتلف المراكز العصبية؟ أو بسبب نوبة قبلية حادة؟ أو لمجرد ضربة قوية على القفص الصدري تسببت في قطع الرباعي التاجي.
الجرعة الزائدة تسبب احتشاء عضلة القلب وهي حالة يمكن تدارك من يصابون بها بنقلهم إلى غرف الطوارئ وحقنهم بالأدرينالين وعندها سيقفزون كالسعادين.
الشاهد أنه لمعرفة سبب الوفاة يجب أن توضع الجثة على منضة وتشرح بعناية لمعرفة السبب الدقيق لتوقف القلب..
ومجرد وجود مخدر في الجسم وتوقف العمليات الحيوية ليس قرينة إثبات على الموت بالجرعة الزائدة بالأخص عند استصحاب الظروف العنيفة للوفاة.
بالمناسبة الكحول والحبوب والكوكايين والميث وحتى الهرويين منتشرة بكثرة في شوارع نواكشوط ولها زبائنها المميزون وشبكة التوصيل الخاصة بها مثل Delivery الدراجات النارية وشركات taxi بالخصوص عندما يكون الزبون طرد مقفل لا يدري السائق ماذا بداخله.
وإذا كنت تعتقد أن مطاعم نواكشوط تبيع الوجبات الجاهزة فقط فعليك مراجعة قائمة الطعام مجددا.
ثم لنفترض جدلا مع السلطات أن عمر جوب كان مسطولا لدرجة تفقد معها المادة كثافتها ثم قامت الشرطة بسحله وضربه وبالتالي توافرت أشراط تسلسل عوامل مميتة، القانون في هذه الحالة يسند الركن المادي للجريمة للسبب الأقوى وهو ماثل في السلوك العنيف للشرطة.
محمد يعقوب محمد سالم