شهد المسجد الحرام تطوراً عمرانياً ومشاريع عملاقة تتناسب مع قدسية المكان والكثافة العددية الذي يشهدها بشكل يومي، حيث يحظى بعناية ولاة أمر هذه البلاد المباركة، ومنذ أن وحد هذه البلاد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وخلال عهد أبنائه من بعده، وحتى هذا العهد الزاهر الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
حيث تتعدد شواهد هذه العناية بالحرمين الشريفين في كافة المجالات، التي من شأنها إثراء تجربة القاصد والزائر وتوفير كافة سبل الراحة والتيسير عليهم، وإن من أبرز هذه الجوانب الجانب الهندسي خاصة بالتوسعة السعودية الثالثة التي تعكس عناية الدولة، بالحرمين الشريفين، حيث تم تصميمها بأدق التفاصيل الهندسية المستمدة من تراثنا الإسلامي العريق مع مراعاة مواكبة الجوانب العصرية في التصاميم وتسخير الإمكانات التقنية لذلك، لتأتي هذه التصاميم بمنظر جمالي وعملي في آن واحد.
وقال وكيل الرئيس العام للتوسعة الشمالية حمود العيادة: إن من الأمثلة على هذه التصاميم قباب المسجد الحرام، ومنها التوسعة السعودية الثالثة، والتي تأتي بعدد (22) قبة، موزعة على النحو التالي:- (12) منها زجاجية متحركة، و(٦ ) زجاجية ثابتة على منسوب الطابق الثاني والثاني ميزانين، وأربع قباب ثابتة على القاعات الوسطية الموجودة بالطابق الثاني.
وتقع القبة المتحركة أعلى الممر الشرفي لمبنى التوسعة السعودية الثالثة بقطر خارجي (٣٦م)، وارتفاع داخلي (٢٥م) ووزن (٨٠٠ طن)، بواجهات داخلية و خارجية من الرخام والزجاج للفتحات، وأما الأسطح الخارجية من الفسيفساء الملون، وأسقف داخلية من الخشب المرصع بالأحجار الكريمة، وتفتح القباب الزجاجية عن طريق وحدة تحكم مركزية لتوفير التهوية الطبيعية حينما تكون درجة الحرارة مناسبة، وتقع القباب الزجاجية المتحركة أعلى الأفنية الخلفية والوسطية بإجمالي عدد (١٢ وحدة)، بأبعاد القبب (٢٨.٥×١٧ متر)، وارتفاع خارجي (٨.٧٥متر)، ووزن حوالي (٣٠٠ طن)، وتفتح القباب الزجاجية عن طريق وحدة تحكم مركزية لتوفير التهوية الطبيعية، حينما تكون درجة الحرارة مناسبة.