نظم بيت الشعر ـ نواكشوط، مساء امس نشاطا احتفاليا مخلدا لليوم العالمي للغة العربية، وتميزت الفعالية بتقديم محاضرة حول المديح في الشعر الشنقيطي خلال القرن 12هـ، 18م ألقتها الدكتورة تربة بنت عمار؛ أشفعت بمداخلات وقصائد تختفي باللغة العربية.
البداية كانت مع الدكتور تربة عمار، وهي أستاذة محاضرة بجامعة نواكشوط قسم التاريخ والحضارة، مديرة مساعدة لإدارة المطالعة العمومية والكتاب بوزارة الثقافة والشباب والرياضة، مهتمة بالتاريخ الثقافي والاجتماعي للمجتمع العربي في التاريخ الوسيط والحديث، التي خصصت محاضرتها لموضوع المديح في الشعر الشنقيطي خلال القرن الثاني عشر الهجري، مؤكدة في مستهل حديثها أن "المجتمع الموريتاني عرف تطورا كبيرا للغة العربية في فترة ضعفها وانحطاطها في بلدان عربية عديدة"، ثم تحدثت عن مرحلتين تأسيسيتين عند الشناقطة، فيما يتعلق بالشعر واللغة، الأولى كانت مع نهاية التاريخ الوسيط وبداية التاريخ الحديث أي بين القرن الثامن والقرن العاشر الهجري، وفي هذه الفترة لم يكن الشعر أولوية، بل كان شبه غائب في بدايتها، إلا أنه في نهاية تلك المرحلة بدأ ظهور الابتهالات الدنية ؛ أما المرحلة التأسيسية الثانية، فكانت بفعل ظهور المحظرة في القرنين الهجريين الثاني عشر والثالث عشر (18-19م)؛ مما فتح بابًا كبيرا لثورة شعرية مديحية غير مسبوقة، وتضيف الدكتورة: "في هذين القرنين طور الشناقطة اللغة العربية وعلومها وفنونها وبها تطور المديح النبوي وكان ولد رازكه رائد النهضة الأدبية قد ابتدأها بروائع المديح النبوي".
بعد محاضرة الدكتورة تربة عمار تعاقب على المنصة دكاترة وشعراء و إعلاميون جاؤوا لمشاركة بيت الشعر احتفاله بعيد اللغة العربية.
بدأت المداخلات بكلمة للدكتور أحمد أبوبكر الإمام، أستاذ النحو والصرف بجامعة المحظرة الشنقيطية الكبرى، الذي شكر لبيت الشعر اهتمامَه البالغ باللغة العربية، مؤكدا أن الشعر ظل دائما وعاءً حافظا للغة الغربية.
بعده تدخل الدكتور المهندس الشاعر أحمدو اجريفين، الذي تحدث عن اللغة العربية والشعر، و أدلى بدلوه في المديح النبوي الشريف، مؤكدا أن الشناقطة أجادوا وأبدعوا في هذا الغرض على محورين متوازيين محور أبعاد الإبداع ومحور إبداع الأبعاد.
بعدهما تناولت الحديث الشاعرة الدكتورة باته بنت البراء مؤكدة أنه ليس هناك فرق كبير بين الشعر المديحي الموريتاني الفصيح والشعر المديحي العربي القديم، بينما ترى في الشعر الشعبي (الحساني) جِدة وعدولاً عن النمط القديم، ورؤية جديدة خصوصا "لكرز والأشوار"
ثم اعتلى المنصة الشعراء ماء العينين الأديب، كمال الحسن ومحمد محمود البشير، فألقوا قصائد وكلمات تحتفي باللغة العربية.
اختتمت الندوة بكلمة للدكتور عبد الله السيد مدير بيت الشعر، الذي أكد أن بيوت الشعر هي مكرمة من مكارم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أرادها منارةً للشعر واللغة العربية، ولذلك يحرص بيت شعر نواكشوط على إحياء اليوم العالمي للغة التربية.
وأضاف الدكتور عبد الله السيد أن اللغة تكون متطورة إذا كان المجتمع الذي يتحدث بها مساهما في التطور التقني والتكنلوجي العالمي، ولغتنا للأسف لا تساهم بالقدر الكافي في البحث العلمي والثورة التكنولوجية والمعلوماتية التي تقود العالم حاليا؛ ففي حقب ماضية كانت العلوم والطب والفيزياء تدرس باللغة العربية، فكانت الحضارات والمجتمعات الأخرى تجنح إلى تعلم اللغة كي تواكب العلم.