موريتانيا والجزائر..شراكة استراتجية تعزز العلاقات الأخوية

13. سبتمبر 2022 - 15:13

تستضيف العاصمة نواكشوط يوم غد الاربعاء اجتماع الدورة الـ19 للجنة العليا المشتركة الجزائرية الموريتانية للتعاون برئاسة الوزير الاول السيد محمد بلال مسعود ونظيره الجزائري السيد ايمن بن عبد الرحمن

ومن المتوقع ان يحل اليوم بالعاصمة نواكشوط الوزير الاول الجزائري بن عبد الرحمن على رأس وفد وزاري يضم كلا من وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية ابراهيم مراد، وزير العدل حافظ الأختام عبد الرشيد طبي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي كمال بداري وزير التكوين والتعليم المهنيين ياسين مرابي، وزير الأشغال العمومية والري والمنشآت القاعدية لخضر رخروخ ووزير الصيد البحري والمنتجات الصيدية هشام سفيان صلواتشي.

وتمهيدا لهذه الدورة عكفت منذ ايام مجموعة الخبراء الموريتانيين والجزائريين على دراسة الملفات المطروحة على الطاولة، وتجهيز الاتفاقيات التي من المفترض أن يتم تفعيلها أو التوقيع عليها.

و تتعلق الملفات المطروحة للنقاش في الاجتماع بقطاعات الطاقة والمعادن والصناعة الصيدلانية حيث ان الخبراء من البلدين ناقشوا مسالة تموين السوق الموريتانية بالمواد البترولية كما عكفوا على صياغة بروتوكول تعاون بين شركة (سوناطراك) الجزائرية و(شركة المحروقات الموريتانية)

كما ستناقش الدورة ملف المناجم؛ إذ أعلن الطرفان عن زيارة سيقوم بها وفد من قطاع البترول والطاقة والمناجم بزيارة الجزائر في غضون أيام قليلة، للبحث في إمكانات التعاون المتاحة في هذا المجال.

من جهتها ترغب الجزائر في الاستعانة بالخبرة الموريتانية في مجال استغلال مناجم الحديد والذهب حيث ان الجزائر تملك واحداً من أغنى مناجم أفريقيا بالحديد على الحدود مع موريتانيا، ولكنها تواجه مشكلات لوجيستية وفنية في استغلاله

كما ينظر الجزائريون إلى السوق الموريتانية على أنها بوابة دخول إلى أسواق غرب أفريقيا، وذلك مما دفع بالخبراء خلال اجتماعاتهم إلى مناقشة مشاريع لإجراء دراسات جدوى اقتصادية لدخول (سونلغاز) إلى السوق الموريتانية، حيث تبحث الشركة عن إمكانية دخول أسواق جديدة في منطقة غرب أفريقيا لتصدير فائضها من إنتاج الكهرباء

وتعول الجزائر من خلال الطريق الاستراتيجي على الولوج إلى أسواق غرب أفريقيا خصوصاً عبر "رواق دكار"، فيما يرتقب أن يوصل موريتانيا بدولتين مغاربيتين وهما تونس وليبيا.

وسجلت الصادرات الجزائرية إلى موريتانيا ارتفاعاً ملحوظا في 2020 وصلت نسبة 100% مقارنة بـ2019، وتحولت الجزائر إلى أبرز المصدرين الرئيسيين لنواكشوط بنسبة 20% من البلدان الأفريقية، ووصلت نحو 9 ملايين دولار وسط توقعات بارتفاعها إلى 53 مليون دولار نهاية العام الحالي.

ثمار التعاون المشترك :

لقد وقعت موريتانيا والجزائر، على بروتوكول تنفيذي لمذكرة التفاهم الخاصة بإنجاز الطريق البري الرابط بين تندوف وأزويرات، واعلنت الجزائر انها على أتم الاستعداد لإنجاز هذا المشروع الحيوي، سواء فيما يتصل بالدراسات الخاصة به أو قائمة الشركات التي ستوكل إليها هذه المهمة.

وسيتم منح حق تسيير الطريق بعد إنجازه، حبسب النظام القانوني للامتياز، لفائدة الطرف الجزائري لمدة 10 سنوات بعد دخول الطريق الخدمة، قابلة للتجديد ضمنيا، ويبلغ طول الطريق 773 كلم وينتظر أن يسهم في رفع مستوى العلاقات الاقتصادية والمبادلات بين البلدين، كما سيمكن من ربط الجزائر بدول غرب إفريقيا وربط موريتانيا عن طريق البر بالجزائر وتونس وليبيا.

دينامكية قوية في التعاون :

ويعرف التعاون الجزائري-الموريتاني انتعاشا ملحوظا تترجمه جملة من الآليات المتمثلة في لجنة التشاور السياسي ولجنة المتابعة واللجنة المشتركة الكبرى للتعاون, والتي يسعى من خلالها البلدان إلى تعزيز ما تم تحقيقه لحد الآن.

وضمن هذا المسعى, جاءت زيارة الدولة التي قام بها الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، إلى الجزائر في ديسمبر الماضي, لتعكس مدى متانة العلاقات الثنائية الراسخة, وهي الزيارة التي توجت بالتوقيع على عدة اتفاقيات ومذكرات تعاون تجسد إرادة البلدين في بناء شراكة استراتيجية شاملة.

وتوصف آفاق التعاون المتاحة في مجالات الطاقة والمناجم بالمتنوعة والواعدة, حيث أكد وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب, خلال زيارة العمل التي أداها إلى موريتانيا في يونيو المنصرم, الاستعداد التام للطرف الجزائري لإقامة شراكة استراتيجية من شأنها فتح آفاق جديدة على الصعيد الاقليمي من خلال توسيع نشاط المؤسسات الجزائرية إلى البلدان الافريقية المجاورة ولعب دور فعال في ضمان التزود بالطاقة.

تابعونا