الطفل عمر...تحدي مواصلة الدراسة في ظل الجائحة/ محمد محمود محمد البشير

4. أغسطس 2022 - 14:27

"كوفيد 19 قلب حياتنا رأسا على عقب وكاد أن يعصف بمستقبل أبناءنا" بتلك الكلمات الموجزة يستهل ولد عمر حديثه لنا عن تجربة تعليم ابنه خلال فترة توقف التعليم المدرسي بسبب جائحة كوفيد 19، إذ كادت السبل أن تتقطع بالكثير من التلاميذ، خاصة المشاركون في المسابقات الوطنية.

الطفل عمر ولد الحضرامي ذو السبعة عشر ربيعا، طالب في الثانوية الآن بعد أن تمكن من تجاوز مسابقة ختم الدروس الإعدادية في 2020 بجهود حثيثة ساهم التعليم الإفتراضي كثيرا في نجاعتها.

يقول عمر: عندما أمرت الدولة بإغلاق المدارس شعرت باليأس والأسى كوني سأخر سنة تعليمية تمثل منعطفا مهما في مسيرتي الدارسية، حيث كنت أحضر هذا العام لشهادة ختم الدروس الإعدادية، بعد ذلك بدأت مراجعة منزلية بمساعدة ابن جيراننا وهو طالب جامعي، والذي بدوره أقترح علي الإشتراك في مجموعة على الواتساب يديروها مجموعة من الأساتذة المتطوعون، وقد حملت هذه المجموعة وسم "المدرسة الإفتراضة"

يضيف عمر: لا يمكنني أن أغفل الدور الكبير الذي لعبته صفحة ومجموعات المدرسة الإفتراضية على الواتساب إضافة إلى الدروس المبثوثة عبر التلفزيون الرسمي والإذاعة، في نجاحي بمعدل مريح في مسابقة ختم الدروس الإعدادية.

الأستاذ المصطفى البمباري أستاذ تعليم يدرس المستويين الإعدادي والثانوي، وجد نفسه عرضة لبطالة مقنعة بسبب الجائحة، مما حفزه على التفكير خارج الصندوق هو ومجموعة من الأساتذة جمعتهم ذات الظروف والضرورات فقررو إطلاق مشروع المدرسة الإفتراضية، وهو مشروع بدءً تطوعيا خلال السنة الأولى من انطلاقته- يقول المصطفى- وقد ساهم كثيرا في تجاوز العديد من التلاميذ لعتبة المسابقات الوطنية، غير أن ضرورات الحياة والتزاماتها الجمة فرضا على مجموعة الأساتذة المدرسين بالمدرسة الإفتراضية فرض رسوم للتسجيل خلال السنة الأخيرة مساهمة في خلق راتب رمزي للأساتذة المدرسين.

الحضرامي والد التلميذ عمر يصرح قائلا: لولا فضل الله أولا وفرصة التعليم عن بعد من خلال الأنترنت وعبر التلفزيون والمذياع، لما كان بإمكاني تخمين أي مستقبل محتمل لابني عمر.
واليوم وأنا أشاهده يقطع المرحلة تلو الأخرى في التعليم الثانوي بعد تجاوزه لمسابقة ختم الدروس الأعدادية لأحمد الله على هذه الفرصة وأثمن أشكر أساتذة المدرسة الإفتراضية على الدور الكبير الذي لعبوه في هذا الصدد.

يطمح الطفل عمر بعد انفراج أزمة جائحة كوفيد إلى إكمال مسيرته الدراسية ودخول الجامعة والحصول على شهادة دكتورا دولة -حسب تعبيره- في الفيزيا، ولا يتوقف طموح الطفل الحالم عند هذه النقطة بل يسعى أبعد من ذلك فيرسم في أفق انتظاراته المستقبلية أن يصبح عضوا فاعلا في وكالة الفضاء الدولية "ناسا" ويضيف: "أعلم أنه حلم بعيد لكنه قابل للتحقق بالصبر والتركيز الدؤوب على التعلم وزيادة المعارف"

تم نشر هذا التقرير بدعم من JHR/JDH – صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا.

تابعونا