نظم بيت الشعر ـ نواكشوط مساء امس ندوة نقدية في إطار برنامجه "مقاربات نقدية"، تناولت موضوع "القصة القصيرة جدا: التاريخ والفنيات" حاضر فيها كل من الكاتبة الدكتور أم كلثوم المعلى، والكاتب والإعلامي جمال محمد عمر.
في بداية الندوة تحدث مدير بيت الشعر الدكتور عبد الله السيد الذي شكر الحضور، وشدد على أهمية مواصلة العمل الثقافي مع احترام أقصى إجراءات السلامة في وجه الجائحة، حتى ولو اقتضى الأمر إلى تنظيم نشاطات ثقافية بدون جمهور، على أن تنقل عبر الوسائط الإعلامية المتعددة إلى الجماهير في بيوتهم؛ ثم تحدث عن أنشطة وفعاليات بيت الشعر خلال العام 2022، قبل أن يحيل الكلام إلى المحاضرين.
الدكتورة أم كلثوم المعلى كانت أول المتدخلين وقد ركزت محاضرتها على موضوع "القصة القصيرة جدا بين التلقي و التجنيس" مؤكدة أن القصة القصيرة جدا تشترك مع القصة القصيرة في التسمية؛ تصغرها في الحجم لكنها تفوقها في التكثيف و الاكتناز ، وأن لها معاييرها و ملامحها و جمهورها الخاص. وقدمت عرضا عن مفهوم القصة القصيرة جدا وموقعها من خريطة الأجناس الأدبية و منزلتها في ميزان التلقي، وأعطت نموذجا من كتاباتها في هذا الجنس الأدبي.
بعد ذلك تناول الأستاذ جمال محمد عمر الذي وقف عند بدايات هذا النوع من الكتابة في الغرب، وأكد أنه : "رغم مرور أكثر من أربعة عقود على أولى الكتابات القصصية في موريتانيا، فإن فن القصة القصيرة لم يتطور بالمستوى الذي يمكن معه الحديث عن وجود فن إبداعي متكامل الأركان، وهو واقع لم يسمح -بطبيعة الحال- بميلاد "القصة القصيرة جدا" باعبتارها تمثل ذروة الإبداع القصصي"
مضيفا: "وإذا كان لابد من الحديث عن وجود فن القصيرة جدا في موريتانيا، فإنه يمكن الحديث عن وجودها بشكل لاواعي لدى المجتمع الموريتاني، منذ عقود. أي أن وجودها يعود لمرحلة سابقة لميلاد الفنون الطاغية اليوم. ذلك أن الخصائص التي حددها النقاد للقصة القصيرة جدا، لاتجعلها تختلف عن فن" التحاجي" كفن شعبي كان منتشرا لدى المجتمع الموريتانيين قبل سيطرة الراديو والتلفزيون والهاتف الجوال والإنترنت".
بعد المحاضرتين فتح المجال لأسئلة الحضور ونقاش بين الجمهور والمحاضرين.