نص التدوينة
كثر الحديث في هذا الفضاء عن أن أيام موريتانيا الثقافية في معرض اكسبو دبي مجرد نشاز في جوقة عالمية يعرض أهلها ( الصناعات) و ( الابتكارات) ..
والغريب أن أغلب المنتقدين لم يزوروا هذا المعرض ولم يطلعوا على أجنحة الدول المشاركة فيه ... هم فقط إضافة الى ( تمراگ لصباع من كل نجاح وطني) يعزفون على وتر واحد من أوتار المعرض وهو الجانب الاقتصادي..
يا ناس : الدول هنا من جميع القارات تعرض ثقافتها وتاريخها، بل إن بعضها جعل من جناحه صورة مصغرة عن فلكلوره الوطني ..
يقع جناح موريتانيا قرب جناح البيرو الذي تزين بزخارف حضارة المايا والذي يعرض آثارها ومجسماتها..
وقرب جناح روسيا الذي يعرض التاريخ والثقافة الروسية ويتزيا طاقمه باللباس الروسي التقليدي...
وقرب جناح آنكولا الذي اتخذ من المنمنات الافريقية زينة للجناح و يقدم حفلات موسيقية لفنانين منه..
والأرن وسوريا يملآن الفضاء بدبكتهم ورقصاتهم التقليدية.. والكويت تزين جناحها بباديتها وصحرائها والهجن السائبة فيها...
العالم كله هنا يقدم الثقافة للزائر العادي بينما هناك الجانب الاستثماري وهو متاح لرجال الاعمال والشركات ...
موريتانيا لم تفعل أكثر من تقديم ثقافتها للغير .. مخطوطاتها، صناعاتها التقليدية، ألواحها، موسيقاها ، شعرها ..أزيائها ..تماما مثلما فعل غيرها مع ثقافته وتراثه..
لماذا هذه الحساسية الجاهزة من كل ما يمت لثقافة هذا البلد بصلة؟...
إن جناح موريتانيا يقدم إلى جانب الثقافة عروضا ثابتة عن فرص الاستثمار في الطاقة والمعادن والزراعة والصيد ..
يشهد الجناح إقبالا كبيرا من الزوار من مختلف الجنسيات، ويعبرون عن اعجاب بمحتواه، كما يحرصون على الحصول على ختم الجناح..
أما بالنسبة للحضور فأستغرب من تركيز البعض على صورة من نشاط الأمسية الأولى ظهر فيها أغلب الحضور من الجالية..
لكنهم لم يسألوا عن أمسية عيد الاستقلال أمس وعن مستوى الحضور ونوعه، حيث حضر دبلوماسيون وشخصيات ثقافية اماراتية مهمة.. وقد امتلأت القاعة لدرجة أنها لم تستوعب كل الجمهور..
مرة أخرى : هذا جناح لا يختلف عن غيره من الأجنحة .. يعرض فرص استثماره ويشرح محفزات البلد لذلك، وبالمقابل يقدم ثقافته وتراثه للتعبير عن هويته وأصالته ...
ما المشكلة؟....
