تكانت ولعصابه لمن تكون الغلبة؟ / أمم ولد عبد الله

2. مايو 2021 - 13:10

ما إن صرح وزير التعليم العالي والناطق باسم الحكومة؛ في مؤتمره الأخير بنقل مشروع جامعة تجكجة بسبب ندرة المياه إلى مكان آخر تتوفر فيه المعايير اللازمة ؛ حتى بادر مدونون من لعصابه للمطالبة بنقلها إلى كيفه باعتبارها ثاني أكبر ولاية في الوطن من حيث الكثافة الديموغرافية بعد العاصمة.

قرار الحكومة قوبل بمظاهرات منددة نظمها سكان عاصمة تكانت رفضا لنقل الجامعة؛ هذا في الوقت الذي طالب فيه نائب بتلميت بنقلها إلى مقاطعته.

في ظل هذه التجاذبات ثمة الكثير من الاعتبارات منها ماهو السياسي ؛ ويتعلق بعضها الآخر بالتاريخ وبأمور تقنية بحتة.

لقد تعددت الآراء والتفسيرات حول "الصراع" القائم بين لعصابه وتكانت بأحقية الجامعة ؛على الأقل في صيغته الافتراضية؛ فثمة من يرجح أن رئيس الجمهورية ينوي تقديم خدمة لولايته من خلال تشييد صرح علمي يمكن أن يحمل اسم مؤسس الطريقة الغظفية؛ ولا تخفي النخبة السياسة في الولاية الثالثة حرصها على نقل الجامعة إلى كيفه ؛ بدا ذلك واضحا من خلال تدوينات بعضها.

والحق أن موضوع نقل مشروع جامعة تجكجة أصبح أولوية بالنسبة لكل من يحلمون بتحقيق إنجازات للجهة التي انتخبتهم؛ تماما كما صار محل اهتمام الشباب؛ خصوصا حملة الشواهد العليا منه ؛ الحالمين بفرص عمل في ولاياتهم الأصلية.

المثير للاستغراب هو صمت نخبة ولايات الضفة وولايات الشمال بخصوص حدث بهذا الحجم؛ فلم يطالب مثلا سكان كيدي ماغا وكوركول ولا اترارزة بنقل مشروع الجامعة إلى عواصم ولاياتهم؛ خصوصا وأن ندرة المياه ليس مطروحة في هذه الولايات؛ أما صمت نخب نواذيبو وآدرار وتيرس؛بخصوص موضوع الجامعة فقد يفسر بأن مشكل المياه الذي كان المبرر المعلن لنقلها من تكانت تعاني منه تلك المناطق أكثر من نظيراتها في مختلف الوطن.

بين هذا وذاك لاتزال عقدة مقتل كبولاني تلاحق سكان تكانت ؛ نظرا لأن مصادر التمويل والتعاون والمنح المفترضة ستكون ضمن الحيز الافرانكوفو ني؛ وفي هذا السياق يفسر البعض نقل الجامعة بأنه إيعاز من المستعمر القديم الذي لايمكن في نظرهم أن يشجع دافعي الضرائب الفرنسيين على تمويل مشروع يمجد قتل من حمل لواء التوسع الفرنسي في موريتانيا .

الأكيد أن موضوع نقل الجامعة سيخلق عناصر جديدة للتوتر ستكون حادة في تجكجة التي سينقل سكانها احتجاجا تهم إلى أمام القصر الرئاسي وبشكل دوري؛ وقد تتطور المطالبات الافتراضية لسكان كيفه إلى احتجاجات على الأرض ستكون مزعجة لأصحاب الداخلية؛ وذلك لعدم حاجة الأمن؛ في الوقت الحالي؛ إلى أعباء إضافية ستشلغه عن متابعة حروب السلاح الأبيض التي باتت تشكل تحديا حقيقيا لولد مرزوك ورجالاته .

وفي انتظار أن تتضح المعالم سيكون موضوع الغلبة بين الجهتين رهينا بقرار سياسي قبل أي شيء آخر...

تابعونا