لئن جنح محمد بوي للشعبوية مرات ٱخرها اليوم، فإن سعداني زعيمة اليوم وأمس لمذهب شعبوي عتيد في البرلمان..
حديث الصديقة سعداني عن المزايدة على مسلمي فرنسا، خارج السياق والسجال..
أما إلحاحها بما أوتيت من قدرات وعاطفة جياشة أتقنت تمثلها والإحساس بها على الوزير داعمة: تكلم بالفرنسية.. تكلم باللغة التي تجيد وتكونت بها، فهو حديث أفهم منه أنا العامي تهاويا مريعا لالتزامها الحزبي المعارض، بل إني كدت أتيقن أنها صارت نانسي بيلوسي حزب الاتحاد من أجل الجمهورية..
والحقيقة أنه لا يجاريها في الجنوح إلى الشعبوية إلا صديقنا محمد بوي، من خلال استعراضاته التي لا تكاد تخلو منها جلسة في البرلمان، ومن خلال اعتلائه دوما صهوة التمثيل طبعا لا أقصد تمثيل الشعب..
هما فرسا رهان، يحيلان للمسألة الزنبورية التي توفي المرحوم سيبويه متأثرا بلسعها.. فمن حقك أن تقول إنك كنت تخالها أشد شعبوية منه؛ فإذا هو هي، أو إذا هو إياها، ولك أن توافق الكسائي أو أن تخالفه..
أولعت سعداني بمقاطعة شيخ بولاري من نواب الحزب الحاكم، لتشعر المتابعين أنها تتكلم البولارية..
الأمر الذي دفع إمام الشعبويين في البرلمان الشيخ ولد باية للتعليق مرة :انت ذ الهمصة ال گابظتك شنهي؟
شعبوية ولد باية المتأصلة في تكوينه يحاول غالبا إخفاءها بالهدوء والإدارية والجدية، يساعده في ذلك ماضيه العسكري الصارم الذي يميل للجفاف..
الهمصة مثلما تصدق عند الحديث على السيدة تصدق عنوانا للحديث عن محمد بوي..
وهي مرحلة من الشعبوية تكاد تلمس حاجز الغوغائية، وتمتح من "فيوضات" مدرسة المهزوم ترامب وأضرابه من هواة ركوب الموجات الصوتية..
السياسة ليست همصات بل هي أفعال مصونة عن العبث، وسجال رصين يحترم فيه السياسيون الحلبة والجمهور..
وقد حان أن نخفف من غلواء الهمصة في برلماننا..
محمد ناجي أحمدو