رغم انعكاساته السلبية على انشطة البعض واعمالهم التي تكون في الغالب مع ساعات المساء الاولى إلا انه عاد الحياة الى البيوت وجمع الاسر التي كانت لا تجتمع الا نادرا بسبب الانشغالات واختلاف اوقات العودة الي البيوت
حظر التجول ورغم انه اجراء احترازي للوقاية من فيروس كورونا الا انه اعاد الدف ء الاسري إلى البيوت، بعد أن أصبحت مغادرة المنزل أمراً مستحيلا هذه الايام فازداد الترابط الاسري والاجتماعي وباتت الاسر تجتمع على وجبة واحدة وتتبادل الاحاديث والنقاشان ويتعرف الاباء. على ابنائهم اكثر ويطلعون على مايدور في خلدهم بصورة اعمق ويلعبون ويقضون معهم ساعات اطول قيل النوم بدلاً من قضاء وقت الفراغ في المقاهي أو برفقة الأصدقاء.
في السابق كان معظم الاباء خاصة الذين لايرتبطون بوظائف حكومية يعودون بعد صلاة المغرب ويكون حينها بعض افراد الاسرة قد خرجوا لقضاء ساعات خارج المنزل وتكون ربة المنزل قد خرجت بدورها الى محلها التجاري او لزيارة شخص او تدبير بعض شؤون المنزل ويكون الابناء قد شرعوا في مذاكرة دروسهم وهكذا لايجتمع الجميع الا نادار اما اليوم يقول سيدي محمد (رب اسرة) فاصبحنا نعود الى بيوتنا مساء قبل السادسة ونلتقي بجميع افراد العائلة ونجتمع سويا ونلعب احيانا الشطرنج ويذاكر اابعض دروسه وهكذا عدنا الى زمن ماقبل الهواتف والمقاهي وكثرة السيارات…
تقول مريم اربعنية وموظفة باحدى الادارت …كنت في السابق اعود الخامسة الى المنزل وبعد الغداء انام قليلا ثم اخرج بعد صلاة المغرب في الغالب قبل عودة زوجي بقليل ثم امر بمحلي التجاري في احد اسواق النساء ثم امر بوالدتي واحيانا امكث هناك حتى الحادية عشر ليلا ثم اعود الي منزلي يكون حينها الابناء قد ناموا بسبب الدراسة ويكون والدهم قد نام اما ابنائي الكبار فلم يعودا بعد ففي الغالب يعودون بعد متتصف الليل ولانلتقي اطلاقا وفي الصباح اخرج الى عملي وهم نيام واعود وقد خرجوا وهكذا اصبحنا نجلس سويا ونشرب الشاي ونتبادل اطراف الحديث
اما عالي (حمال) فيقول ان خظر التجول رغم انه حد من دخلهم بكثير الى انه جمعهم بعائلاتهم تماما كما يحدث في الاعياد وشهر رمضان فاصبح يعود قبل. نوم ابنائه الصغار
كان عالي يغادر الميناء الساعة الثامنة والنصف ويصل منزله بضواحي العاصمة الساعة العاشرة بسبب زحمة المرور ويكون حينها اطفاله قد تشعوا وناموا ثم يخرج فجرا السادسة وهم نيام واليوم اصبح يجتمع معهم مساء واصبحوا اقرب منه
ورغم الانعكاسات السلبية لحظر التجول على نشاطات البعض خاصة من اصحاب المهن الحرة والطبقات الضعيفة من صغار الباعة الا انه اعاد الدفء الي البيوت وجمع شمل اسر كانت لاتجتمع الا في عطلة الاسبوع او الاعياد كما انه شكل اجراء احترازيا حد من التجمع والتواصل واعاد بالبعض الى زمن ولى كانت فيه الاسرة تجتمع على الشاي وتتبادل اطراف الحديثفي جو عائلي مثير