الجالية الموريتانية بمدينة أميلا الغابونية بين مطرقة الغربة وسندان إهمال السلطات(صور)

16. نوفمبر 2019 - 17:51

باكرا تستيقظ مدينة "ميلا " عاصمة ولاية أكونيه احدى اكبر واعرق ولايات الجمهورية الغابونية تبدأ المحلات التجارية في فتخ ابوابها على نواصي الشوارع الفسيحة ويشرع صغار عمالها في عرض البضائع بطريقة تجذب المارة والمتسوقين فمهارة العامل تكمن في قدرته على استقطاب الزبناء واستقبالهم بحراراة وطيب خاطر واقناعهم بالشراء ثم اتقان مسميات واماكن انواع البضاعة واسعارها في الفرد والجملة وبذالك ينال اعجاب واستحسان مشغليه ويلفت نظر الجميع ويزاد الطلب على خدماته ان قرر هو البحث عن عمل افضل او تم فصله من عمله السابق لخلافات بسيطة غير متعلقة بامور مخلة بشرفه
الحياة العامة في مدينة ميلأ تسير وفق روتين ثابت حركة ونشاط لافتين على وقع جلبة الباعة ومكبرات الاصوات في الاسواق الفرعية والمحلات التجارية المنتشرة على طول وعرض المدينة المستلقية في اخضان نهر لايوليه السكان المحليون كبير عناية
في ميلا تعيش جاليات متنوعة بين المسلمة والمسيحية في تعايش سلمي رائع جنبا الى جنب وكتفا الى كتف الكل يسلك مضماره المعهود في الحياة التجارية ويعيش طقوسه باريحية تامة في بيته وفي الشارع فلا غرابة ان تمر من امام محل تجاري على قارعة طريق حيوي وتجد موريتانيين مجتمعين في جلسة شاي تقليدية يغلي ابريقها على نيران هادئة توحى بطيب المقام تماما كما قد تجالس كامرونيا نيجيريا او توغولويا او عربيا مسيحيا يمارس طقوسه دون ان يلفت ذالك انتباهك فالخيط الناظم لعلاقة الجميع هو المصلة التجارية والمعاملات الصحيحة
الجالية الموريتانية بمدينة ميلا جالية معتبرة بالنظر الى بعض الولايات الاخرى تتحرك جميعا في اسواق واحياء المدينة وتشكل رقما صعبا في المعادلة التجارية هناك منها من قدم قبل سنوات عديدة من ارض الوطن مباشرة ومنها قدم من دول مجاورة كساحل العاج والكونغو برازفيل وانغولا بحثا عن مناخ احسن للتحارة او راتب افضل
تنشط الجالية الموريتانية بمدينة ميلا في تجارة المواد الغذائية بالدرجة الاولى عبر المجمعات التجارية الكبيرة ومحلات بيع مستحضرات التجميل وملحقاتها وبيع الملابس المستعملة وحتى في قطاع الصيدلة بينما يفضل بعضهم البيع تجولا ويشكل هؤلاء مزودا رئيسيا للمحلات الصغيرة المنتشرة في الاحياء السكنية ويحظون باحترام كبير لانهم تجاوزوا مرحلة العمل بنظام "الوگفة" ويجنون دخلا احسن من غيرهم كما يتمتعون بحرية مطلقة فقوانين العمل السائدة تفرض على العامل الصغير او "الوگاف " ان يكون سجين منزل مشغله لايحق له استنشاق الهواء الا بإذنه ولا الخروج من مكان اقامته الجبرية إلا بتأشرة موقعة على الاقل لفظيا من مسؤوله المباشر أنها احكام الوكفة التي التزم بها كل من مر بهذه التجربة وكثيرون هم هناك
يقول معظم من تحدث اليهم موفدنا الى الغابون إن الامور تغييرت بدرجة كبيرة جدا ولم تعد الغابون كما كانت قبل عقدين من الان ايام عزها حيث كان التجار يعدون على رؤوس الاصابع اما اليوم فقد باتت الغابون بكل ولاياتها ومقاطعاتها وبلدياتها وتجمعاتها الصغيرة تفور تكاد تميز من المحلات التجارية وفرضت ليبرالية الاسواق البيع بارخص الاثمان لمواكبة السوق وهو ما انعكس على مستوى العمل اضافة الى تشديد السلطات الخناق على التجار الاجانب من خلال الضرائب والغرامات التي لامسوق قانوني لها كما ان العمالة اصبحت متوفرة بشكل لايتصور ولم تعد الرواتب كما كانت نظرا لكثرة الطلب على العمل وساهمت ازمة انغولا فتعميق تلك الاوضاع حيث تدفق العشرات على الغابون بحثا عن فرص عمل احسن وضعف ذالك العدد من دول ساحل العاج والكونغو ودول افريقية اخرى بالاضافة الى فيالق المهاجرين القادمين مباشرة من موريتانيا
وخلال تواجد موفدنا في مدينة ميلا الواقعة على بعد 440كلم من العاصمة لبريفيل اجرى لقاءات وحوارات مع مجموعة من الموريتانين المقيمين هناك عن واقع العيش ومشاكل الاقامة وتعاطي السلطات معهم وامور اخرى بدء برئيس الجالية هناك الشاب خطري ولد اوداعه الذي تحدث عن ظروف اقامة الجالية وابرز التحديات التي تعيق استمرارية انشطتها وتجربته الخاصة الممتدة لنخو عقد ونيف من الزمن
حزم خطري قبل نحو عقد من الزمن حقائبه تاركا اهله واصدقائه ومراتع صباه وقاطعا مسافة طويلة ليرتمى في احضان الغابون حاملا في ذهنه صورة غير مكتملة الابعاد عن الغربة وعذاباتها وفي يمناه عزيمة و وعدا خفيا بان يمضي في طريقه ليصل الى مبتغاه مهما كانت المطبات والحواجز
ترنح خطري الشاب المتحمس للعمل وهو يقف على عتبة ربيعه الثالث بين لبريفيل ومدينتي لانبريني وميلا التي استقر بها وبات احد ابرز رجال اعمالها ورئيس جاليتها الان وييدا في كتابة مرحلة جديدة من حياته العملية بشق الانفس وباصرار كبير ويبني جسورا يعبر من خلالها لاحقا الى قلوب السكان ومن ثم الى جيوبهم ويكون علاقات طيبة معهم تماما كما مع افراد الحالية هناك مكنته من قيادتها والنطق باسمها وتحمل اعباء طرح مشاكلها والدفاع عن حقوقها
يقول خطري رئيس الجالية إن العلاقة التي تربط الجالية بباقي الحاليات هناك يطبعها الود والاحترام والمعاملات التجارية المحترمة ومع السلطات الادارية والامنية والعسكرية بالولاية تتميز العلاقات بالتعاطي الايحابي والتقدير المتبادل ويحرص افراد الجالية على توطيد وتنويع تلك العلاقات باحترام قوانين الدولة والتزام بوضعياتهم القانونية السليمة والابتعاد عن الامور السياسية والقضايا الحساسة
واستعرض خطري تاريخ الجالية الموريتانية بالمنطقة ومسارات عملها وابرز المشاكل التي تواجه والتي في طليعتها الاوراق المدنية الموريتانية مطالبا بضرروة فتح مكتب للحالة المدنية بالغابون او ايفاد بعثة خاصة لتصحيح وضعيات البعض كماىحدث في الحارة انغولا
كما دعا السلطات الى الالتفات قليلا الى الجاليات الموريتانية بالخارج خاصة تلك التي مايزال ارتباطها بوطنها وثيقا ومردودية افرادها كبيرة وهو مايتجسد في الجاليات المتواجدة بافريقيا وخاصة الغابون من خلال فتح سفارة في الغابون تحل مشاكل الجالية وتوفر لها الامان وقت الحاحة وتضفي مزيدا من الاعتبار للموريتانيين في مكان اقامتهم
يتواصل
محمد سيدي الغابون

تابعونا