شهادة للتاريخ : كنت ذات يوم طالبا بجامعة العلوم والتكنلوجيا الأردنية سنة 1995 أذكر في شهر من أشهر السنة الدراسية انعقدت قمة عمان الإقتصادية 95 وكان في عمان طالب موريتاني بالعراق رهن جواز سفره لفندق بعمان حتى أصبح يطالبه بعدة آلاف دولار وكنا معشر طلاب الأردن حدود أربعين طالب طرحنا مشكلته على سفير موريتانيا بدمشق آنذاك أظنه المختار ولد حي عبر قنصل موريتانيا الشرفي بالأردن الحلبي (فلسطيني) وعجزنا عن إيجاد حل لمشكلة زميلنا المرهون لدى الفندق ولما علمنا بقدوم الوفد الموريتاني المشارك في القمة برئاسة رئيس الوزراء آنذاك سيد محمد ولد بوبكر انتدب الطلاب ثلاثة كنت المتكلم بإسمهم و ا صطحبنا الطالب الموريتاني بالعراق المرهون وجوازه لدى أحد فنادق عمان إلى محل إقامة الوفد الموريتاني وقد تجاوبت معنا السلطات الأمنية الأردنية الحارسة للفندق و ادخلتنا إلى قاعة الضيوف وميزنا الوفد الموريتاني ببساطة بسبب ر فرفة العلم الموريتاني بجنب أشخاص عرفنا معظمهم وانكرنا البعض الآخر وهم لنا منكرون ولا غرو في ذلك وأذكر مما عرفناه من الوفد رئيس الوزراء ووزيرين هما أشبيه ولد الشيخ ماء العينين و محمد ولد معاوية لا أذكر وزارتيهما بالضبط رحبوا بنا وجلسنا معا صحبة سفيرنا في دمشق أظنه المختار ولد حي وكنت عن يمين الوزير الأول وزملائي تبعا لذلك وعن يساره بقية الوفد المرافق طرحت ثلاث مطالب أساسها حل مشكلة الطالب المرهون لدى الفندق بآلاف الدولارات أظنها حدود أربعة آلاف دولار وزيادة منحتنا بسبب غلاء المعيشة بالأردن وبعد إنصات لمطالبنا اعطى الوزير الأول تعليماته للسفير لتسديد دين الطالب وفك أسره واعتذر لنا عن زيادة المنحة لأن الوزارة الوصية لو فعلت ذلك لكان لزاما عليها تعميم ذلك على بقية طلاب الدول الأخرى وهو ما يشكل عبئا على ميزانية البلد محدودة الموارد كما قال و انفض الاجتماع ونحن في ظاية الفرح بحل مشكلة صاحبنا لأننا ماقصدنا ببقية المطالب إلا تظلاظ لفتيل لمعرفتنا بتبرير الوفد للزيادة خاصة ان الاردن من احسن البلاد العربية منحة وفي نهاية اللقاء عزمنا الوزير أشبيه إلي غرفته وتحدث معنا بأريحية منقطعة النظير بعد ان اجلسنا نحن الاربعة معه على سريره وقال حدثوني عن احوالكم في هذه الغربة البعيدة واعتبروني زميلكم ولست بوزيركم وهي بساطة حقيقة فاجأتنا لاننا لم نعهد هذا النوع من تحطيم ابجديات البروتوكول وقد حثنا على الجد في طلب العلم وأظنه سفه لنا بعض تصرفات نظامه آنذاك قد يكون مداعبا لنا وقد يكون جادا وفي نهاية اللقاء سلم لكل منا 200$ (دولار) وقد رفضنا بادئ ذو بدء لكنه أصر على أخذنا لها مداعبا لنا هذه فرحتكم من موريتان أظنه قال لو حسبت في الاردن طلاب لفرحتكم جميعا جزاه الله خيرا وجزا الوزير الاول على حل مشكلة الطالب التي كانت عصية على الحل فهذه شهادة بغض النظر عن رأيي السياسي لأنني سبق وأن أعلنت تأييدي للمرشح ولد الغزواني لكنها شهادة للتاريخ قد تكون ليست ذات دلالة كبيرة اليوم لكنني ارتأيت نشرها اليوم للأمانة التاريخية .
د.محمد عبد الله المسومي
