كتب ديفيد كيركباتريك في صحيفة "نيويورك تايمز" مقالة بعنوان "لمحة عن حلم ولي العهد؟ السعودية تجتاح ايران بألعاب الكترونية" تحدث فيه عن فيديو سعودي نشر قبل أشهر يظهر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وهو يدير عملية اجتياح إيران. والآتي ترجمة المقالة:
"جالساً في غرفة القيادة والتحكم "المتحركة" في الرياض يدير ولي العهد السعودي اجتياحاً لإيران. في مشهد بعد مشهد، يأمر بسلسلة من الأسلحة لتدمير العدو. وأخيراً، تحاصر قواته القائد البارز لقوة القدس الإيرانية،قاسم سليماني وهو يرتعد، فيما شعب طهران هتف لمحرره السعودي.
فيديو "الرسوم المتحركة"، الذي ظهر لأول مرة على الإنترنت في ديسمبر / كانون الأول 2017 وشوهد أكثر من 1.2 مليون مرة، يعرض صورة حية لموقف المملكة العربية السعودية العدواني المتزايد تجاه خصمها الإقليمي منذ وصول محمد بن سلمان، ولي العهد البالغ من العمر 32 عاماً إلى السلطة، وهو الإبن المفضل للملك ومستشاره الرئيسي.
هل ذلك جاد أم تهكم؟ ظهر الفيديو على موقع يوتيوب وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي تحت اسم مجموعة تطلق على نفسها "القوة الضاربة السعودية". رفضت المجموعة الرد على الرسائل الإلكترونية (للصحيفة) الموجهة إلى حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بها، للسؤال عن هويتها. وقال مسؤول في السفارة السعودية في واشنطن إن حكومة المملكة ليس لها صلة بالفيديو.
برنارد هايكل، أستاذ في جامعة برنستون كان نشر مؤخراً مقالة يشرح فيها التحديات التي يواجهها الأمير محمد في المملكة، اقترح في رسالة بالبريد الإلكتروني أن الإيرانيين أنفسهم قد يكونوا قد صنعوا الفيديو "لتسخيف السعوديين".
وقال مراقبون آخرون من ذوي الخبرة إن هذه الرسوم المتحركة أظهرت إلماماً من الداخل بالتفاصيل المصورة للأسلحة السعودية والإيرانية. تم نشر الفيديو بشكل متزامن باللغتين العربية والإنجليزية، مع ترجمات باللغات الفارسية والعبرية والماندرين الصينية والروسية والتركية ولغات أخرى. لذلك قد يكون منتجو الفيديو قد حصلوا على مساعدة من فريق من اللغويين
وسائل الإعلام السعودية الخاضعة لسيطرة الديوان الملكي - بما في ذلك صحيفتا "الرياض" و"سبق" - أشادت على الفور بالفيديو على أنه تصوير "لواقع" القوات المسلحة للمملكة. لم تكن هاتان الصحيفتان لتروِّجان للفيديو من دون تصريح من ولي العهد نفسه.
"هذا يظهر كيف يرى (محمد بن سلمان) نفسه، أو ما يود أن يكون عليه"، قال بروس ريدل، مؤلف كتاب جديد عن السعودية حيث عمل لمدة ثلاثة عقود في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية. ويضيف: "ينبئ (الفيديو) بأن جزءًا على الأقل من محمد بن سلمان يعيش في عالم خيالي، وإذا كان يعتقد حقاً بهذه الأشياء، فنحن في مسار قد يكون مدمراً للغاية".
واقترح خبراء آخرون أنه ربما أمر أحد حاشية الأمير بإعداد شريط الفيديو للتملق له.
الأمير محمد معجب منذ وقت طويل بالرسوم المتحركة وألعاب الفيديو. مؤسسته الخاصة أنشأت مشروعًا، اسمه مانغا للإنتاجManga Productions ، لإنتاج رسوم متحركة على الطريقة اليابانية عن السعودية وثقافتها. وقد عين ولي العهد مستشاراً كبيراً في الديوان الملكي، هو سعود القحطاني، كرئيس لمركز الدراسات وشؤون الإعلام الذي تديره الدولة، والذي يشن المعارك على الشبكات الاجتماعية ضد المنافسين الإقليميين ويدافع عن السعودية ضد الهجمات على الإنترنت .
يقول جمال خاشقجي، وهو منشق سعودي كان حتى قبل سنوات قليلة صحافيًا بارزًا في وسائل الإعلام السعودية الرسمية: "إن القحطاني يعيش في عالم افتراضي" حيث "يقود جيشًا خرافياً. إنهم يخلقون عالمًا افتراضيًا تكون فيه السعودية قوة عظمى ويكون فيه محمد بن سلمان الزعيم الأكثر شعبية".
يضيف خاشقجي: "بالطبع، كل هذا نال موافقة محمد بن سلمان".
يعلق دوغلاس باري، وهو زميل بارز في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، على الفيديو قائلاً: "يبدو أن الفيديو يظهر انعكاساً دقيقاً للترسانة السعودية الضخمة، مع استثناءين. تبدو الدبابات التي تم تصنيفها في الفيديو باسم "ابرامز ام 1 اس"Abrams M1s ، وهو النموذج الأميركي الأكثر تقدمًا، أشبه بدبابات "باتون أم 60 اس" القديمة Patton M60s. كما أن السعودية لا تملك السفن اللازمة لنقلها إلى إيران".
ويضيف السيد باري: "لدى السعوديين قدرة برمائية محدودة للغاية. ليس لديهم منصات لعملية برمائية واسعة النطاق."
الميادين نت