بدأ اليوم دخول العام الثامن من الحرب الكونية والعدوان الدولي والإقليمي الظالم على الشقيقة سوريا ونحن نتابع فصول هذا العدوان المستمر على هذا البلد الشقيق نصاب بالحيرة حين نشاهد ونسمع وبشكل دائم تصريحات للعديد من مسؤولي دول العالم وهم يساوون بين الدولة السورية وعصابات القتلة التي تمارس في أبسط ما تمارسه التمرد والعصيان والخروج على منطق الدولة والنظام والقانون، في حين أن الدولة السورية وحكومتها الشرعية لا تزال عضوا كامل العضوية في الأمم المتحدة وجميع المنظمات المنبثقة عنها وينطبق عليها ميثاق هذه المنظمة الذي يمنع منعا باتا التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأعضاء، فيكف لنا ونحن نشاهد دولا أعضاء في هذه المنظمة يحتضنون منظمات إرهابية تمارس القتل والإجرام في حق الدولة السورية وأهلها، وتقدم لهذه المنظمات الدعم العسكري والاحتضان السياسي والحماية الدبلوماسية وتتدخل وبشكل علني سافر في أدق تفاصل شؤون الدولة السورية وحياتها العامة، أما كان ينبغي على حكومتنا والحكومات التي هي ليست بمنئا عن هذا النوع من مشاريع النظام الإمبريالي الجديد بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية أن تقف بشكل واضح وعلني في مجلس الأمن والمنظمات المنبثقة عن منظمة الأمم المتحدة لتدين هذا التدخل وتعلن وقوفها الصريح والمبدئي مع الدولة السورية في مواجهة مشروع الفوضى الخلاقة الصهيو ـ أمريكي ـ الذي يسعى إلى تدمير العالم والقضاء وبشكل كامل على المنظومة القيمية المشتركة بين الأمم والشعوب، أو ليس من الأجدر بنا ونحن نتابع ما جرى و يجري في الشقيقة سوريا من جرائم بالفعل العلني المشهود والمتبنى من بعض دول الإقليم والعالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وأتباعها في الكيان الصهيوني ونظام آردوغان في تركيا والنظامان السعودي والقطري ومن يدور في هذا الفلك من بيادق الهوان والارتهان لمشروع أمريكا الهدام أن نكون مع دمشق في خندق واحد ليس دفاعا عن دمشق بل وقوفا في وجه هذا المشروع الذي إن نجح في سوريا لا قدر الله فسوف يتم تعميمه على كامل منطقتنا وبوتيرة أسرع لأن العديد من أقطارنا أكثر هشاشة وأقل قدرة على مواجهة هذا النوع من المشاريع الهدامة والمحتضنة إقليميا ودوليا، أليس من حق دمشق علينا دمشق التي أتتنا منها الفتوحات العربية الإسلامية... دمشق التي انطلق منها صلاح الدين الأيوبي وأعاد الأقصى وفلسطين إلى أحضان الأمة...دمشق التي انطلق منها مشروع النهضة العربية الحديثة في مواجهة المشروع الصهيوني الإمبريالي الاستعماري المعادي لجميع العرب والمسلمين...دمشق التي شكلت قاعدة ومنطلقا لمواجهة مشروع كامب ديفيد التآمري وجميع المشاريع التصفوية المعادية لحقوق أمتنا في فلسطين السليبة...دمشق التي احتضنت المقاومة الفلسطينية واللبنانية وأمدتها بأسباب القوة والبقاء...دمشق التي وقفت في وجه تفتيت لبنان طائفيا وقضت على الحلم الصهيوني بتحويل هذا البلد العربي إلى محمية إسرائيلية، وقدمت في سبيل ذلك التضحيات الجسام ماديا وبشريا...دمشق التي عربت المصطلحات العلمية وأمدت أمتنا العربية بسيل من الخبرات العلمية في مختلف المجالات إسهاما منها في تنمية أقطارنا العربية حديثة النشأة...دمشق التي منذ أزيد من سبع سنوات تواجه مشروع تفتيت أقطارنا وتمزيق لحمتنا الوطنية وتحويلنا إلى كانتونات مذهبية وطائفية عشائرية وإثنية تقتتل فيما بينها لقرون عديدة مقبلة.، ألا تستحق منا دمشق هذه الوقوف معها في خندق المواجهة الإقليمية والدولية حتى إعلان النصر النهائي على هذه الحرب الكونية الظالمة وعلى هذا المشروع الوبائي المعد لأمتنا والذي واجهته سوريا لوحدها نيابة عنا جميعا، أوليس من حقنا ومن حق دمشق علينا أن نطالب حكومتنا وبالأخص فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز أن تتجاوز الإطار التقليدي للعلاقات الدبلوماسية بين الشقيقتين سوريا وموريتانيا وأن تقدم الدعم المادي والمعنوي للشقيقة سوريا في هذه الظرفية الحرجة من تاريخها، فإن كنا لا نستطيع لسبب أو لآخر أن نقدم لها الدعم العسكري فيجب علينا أن نقدم لها الدعم المادي خصوصا السمك واللحوم الحيوانية مثلما فعلنا مع الأشقاء المصريين في حرب تشرين 1973 فالمشروع الوبائي الذي تحاربه سوريا اليوم نيابة عن العرب والمسلمين وعن البشرية جمعا لا يقل خطورة عن المشروع الصهيوني الذي واجهته سوريا ومصر 1973 والذي كان لموريتانيا دور المآزرة فيه في مجال الدعم المادي والمعنوي.
وسوف نبقى نردد بيت الشاعر : محمد مهدي الجواهري
دمشق صبرا على البلوى فكم صهرت |
سبائك الذهب الغالي فما احترقا
محفوظ ولد أعزيز
نواكشوط بتاريخ : 21/ 02/ 2018